تعج المدن المطلة على طريق الظهران – الجبيل السريع، بعشرات الآلاف من السيارات يومياً. ولا يجد سائقوها مفراً من «العثرات» التي تعترض طريقهم. وما أن يتجاوزوا «تحويلة»، حتى يصطدموا بأخرى، تخرج لهم من غير إنذار مسبق، لتجبرهم على وضع خطط بديلة في الوصول إلى الطريق، الذي تحول من «شريان» حيوي، إلى «مصيدة» حيوية لسالكيه. ويربط الطريق الظهران في الجبيل، مررواً في مدن الدمام والقطيف وصفوى ورأس تنورة. كما يؤدي في طرفيه إلى محافظات أخرى في المنطقة الشرقية، مثل الخبر، وبقيق والأحساء جنوباً، والنعيرية، وقرية العليا، والخفجي، وحفر الباطن شمالاً. ويشهد الطريق، منذ نحو أربع سنوات، عمليات تطوير متواصلة، تشمل إعادة السفلتة والإنارة، وإنشاء حواجز خرسانية على جانبيه، نفذت بالتعاون بين كل من وزارة النقل، وأمانة المنطقة الشرقية، وشركة «أرامكو السعودية» والهيئة الملكية في الجبيل، تخطيطاً وتنفيذاً ومراقبة. إلا أن ذلك لم يعجل في إنجاز مشاريع تطويره، التي فاقت كلفتها 71 مليون ريال. وقدمت «أرامكو السعودية» مقترحاً جديداً، يقضي بإنشاء أربعة مسارات في كل اتجاه من اتجاهي الطريق، من دون الالتفات إلى المبالغ الطائلة التي أنفقت في إقامة الحواجز الخرسانية على جوانب الطريق، البالغ طوله 115 كيلومتراً. وذكر وكيل النقل المساعد للشؤون الفنية المشرف العام على الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية محمد السويكت، أن «العمل يجري على مشروع توسعة الطريق، ليصبح أربعة مسارات، بدلا من ثلاثة، بدءاً من الظهران إلى مخرج رأس تنورة، لمواكبة ازدياد الكثافة المرورية عليه». ويقضى التطوير بإلغاء الكتف الأيسر من الطريق. وتعالت أصوات مطالبة بإنشاء ستة مسارات، بدلاً من أربعة، إلا أن السائقين يخشون من إغلاق الطريق، كما حدث في بداية عمليات تطويره، إذ شهد إغلاقاً دام نحو سنتين. وتتناقض بداية الطريق مع نهايته، إذ يبدأ من منعطف ضيق في الظهران، تتراكم فيه السيارات خلال أوقات الذروة. وينتهي في الجبيل بثلاثة مسارات، لا تشكو من تزاحم السيارات. وطلبت «أرامكو السعودية»، من وزارة النقل، النظر في «سرعة تصحيح المنعطف، تفادياً للخطر المُحدق في السائقين». وساهمت الشاحنات، التي تعبر الطريق، وبخاصة بين مصانع الجبيل وميناء الملك عبد العزيز في الدمام، في كشف عيوب عمليات الرصف. ويتهم سائقو السيارات الصغيرة، قادة الشاحنات بالتسبب في معظم الحوادث التي تقع على هذا الطريق، فبعضهم «لا يعرف كيف يقود الشاحنة، ويتمايل بها من دون وعي لخطورة ذلك» بحسب السائقين، الذين أشاروا إلى أن تمايل الشاحنات «لا يرصده نظام «ساهر»، الذي أضافه السائقون إلى قائمة «المحذورات» في هذا الطريق، والتي تبدأ في التحويلات «المفاجئة»، ولا تنتهي ب «ساهر» المتحرك، في انتظار تركيب 28 كاميرا رصد مخالفات على سبعة تقاطعات، مرتبطة في مركز القيادة والسيطرة للمرور.