بعد يوم على هزيمة نكراء مُني بها في الانتخابات المحلية، أفقدته معقله في ميلانو ومدينة نابولي، سعى محامو رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني الى نقل قضية اتهامه بممارسة الدعارة مع قاصر واستغلال السلطة، الى محكمة الوزراء. بيرلوسكوني الذي تغيّب عن جلسة المحكمة في ميلانو، لوجوده في رومانيا في زيارة رسمية، مُتهم بممارسة «دعارة القصر وسوء استخدام السلطة»، إذ أقام علاقة مع المغربية كريمة المحروق، المعروفة باسم «روبي»، عندما كانت تحضر حفلات في قصره وهي قاصر، وتدخّله لدى الشرطة لإطلاقها إثر اعتقالها بتهمة السرقة. لكن نيكولا غيديني، محامي بيرلوسكوني، قال أمام المحكمة ان موكله اتصل بالشرطة في آب (أغسطس) للإفراج عن «روبي»، «تجنباً لأزمة ديبلوماسية» مع القاهرة، إذ اعتقد انها قريبة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وطالب ب «عدم اختصاص المحكمة» الجنائية في ميلانو في النظر بالقضية، وتحويلها الى «محكمة الوزراء» في روما، كون موكله تصرّف بحكم منصبه رئيساً للوزراء، وليس في شكل شخصي. لكن الادعاء والقاضي يرفضون هذه الحجة، معتبرين ان بيرلوسكوني يحاول إخفاء علاقته ب «روبي». أتى ذلك بعدما حقق ائتلاف يسار الوسط انتصارات كبرى في دورة الإعادة للانتخابات المحلّية التي شارك فيها حوالى 13 مليون ناخب، يمثلون حوالى ثلث الناخبين الإيطاليين. خطورة الهزيمة التي مُني بها بيرلوسكوني، تأتي خصوصاً من أهمية المدن التي سقطت بيد المعارضة، مثل ميلانو ونابولي وكالياري وغروسّيتو وترييستي ونوفاري وغيرها. ميلانو التي تُعتبر العاصمة الاقتصادية لإيطاليا، وهي مسقط رأس بيرلوسكوني ومعقله الانتخابي منذ 18 سنة، ومقرّ امبراطوريته الاعلامية، آلت رئاسة بلديتها الى جوليانو بيسابيا الذي هزم رئيسة البلدية المنتهية ولايتها ليتيسيا موراتي، بفارق أكثر من 11 نقطة. واعتبر بيسابيا أن «مسار الريح تغيّر، وعلينا شدّ العزم على إعادة بناء مدننا». لكن الهزيمة الكبرى لبيرلوسكوني، حدثت في نابولي التي منح ناخبوها لواءها إلى لويجي دي ماجيستريس، وهو قاض سابق ونائب أوروبي، يُعرف بمناهضته الشديدة لرئيس الوزراء. وهزم دي ماجيستريس رجل الاعمال جياني ليتييري بنسبة 65 الى 35 في المئة. ويبرر مراقبون الفوز الساحق لمرشّحي اليسار، بأن الناخبين «وجّهوا إلى عالم السياسة رسالة مفادها أنهم سئموا حالة العراك والسجال المتواصل الذي ميّز السياسة الإيطالية منذ منتصف تسعينات القرن العشرين». ولن تمرّ هذه الهزيمة من دون أن تترك آثارها على الحكومة، على رغم أن بيرلوسكوني مازح الصحافيين في بوخارست بقوله: «كان لديّ اجتماع لأحدد تاريخ جنازتي، لكنّي اكتشفت أن جدول أعمالي حافل بالمواعيد، فقرّرت إرجاء الجنازة». وأضاف: «لم نفزْ هذه المرة، لكننا مستمرون. أنا مقاتل، وأبذل جهداً مضاعفاً ثلاث مرات، حين أخسر». لكن المعارضة ترى في النتائج بداية النهاية لحقبة بيرلوسكوني.