ألقيت كلمة أهالي منطقة المدينةالمنورة ألقاها نيابة عنهم الشيخ صالح بن عواد المغامسي قال فيها: «أنت يا خادم الحرمين الشريفين أيها الملك الموفق المبارك بحمد الله وفضله واحد من الأفذاذ الكبار الذين أنعم الله عليهم وأنعم بهم، وقد تجلى هذا كله منذ أن تنادى الحاسدون وتداعى المرجفون فأظهر الشعب أثر القرآن الذي في قلبه، القرآن الذي يدعو إلى اللُّحمة والسمع والطاعة والوحدة وظهر كذلك خيرك وعطاؤك على الناس ويقين المؤمنين في هذه البلاد المباركة لولي أمرها، فبهت الذي حسد وذهل الذي يرصد وانقلب إليهم الطرف خاسراً وهو حسير، ثم إنه بعد ذلك بيومين أطل على الناس النائب الثاني ليهنئ الشعب النبيل بصنيعه وليقول لهم مباركاً ومهنئاً، اليوم نقول هنيئاً لخادم الحرمين الشريفين بشعبه وغداً نقول هنيئاً للشعب بخادم الحرمين الشريفين، فما أطلت الجمعة التي تليها ألا وأطلت سحابة كرمك ففاضت من غير رعد وسقت من غير بخس، وجرى نهرها العذب فلم يبق واد إلا ورواه ولا ذو عطش ألا وسقاه، وذلك فضل ساقه الله على يديك ونعمة من قبل ومن بعد أنعم الله بها عليك». وأضاف المغامسي: «ست سنين نيرات مرت من حكمك المبارك نرجو الله أن يمتعنا بأيام حكمك أزمنة عديدة وسنين مديدة في عفو وعافية منه، من قرأها تبينت له أمور، يوم أن تقول للشعب وأنت تطل عليهم لا تنسوني من دعائكم، كلمة لم يقلها زعيم عربي معاصر فيما نعلم كشفت عن جوانب وحقيقتين في شخصيتك المباركة الأولى: معرفتك الحقة بربك، وهذا والله أعظم العلم وأجل المعرفة، والثانية: بعدك عن الكبر وهذان هما طرفا المجد اللذان يكتب الله جل وعلا بهما لأي عبد خيري الدنيا والآخرة». وقال: «أيها الملك المبارك مآثرك قائمة على سوقها لا تحتاج إلى مثلي أن يعددها وما جئت هنا لأسردها، لأننا جميعاً نعيشها ظلاً وارفاً وحاضراً حياً نحياه جميعاً، لكنني وقفت نيابة عن أهالي منطقة المدينةالمنورة لأقول إن الله جل وعلا رزقك ثلاث خصال، الهمة العالية، والعزيمة الثابتة، والتعفف عن أموال المسلمين، وإذا أراد الله بملك خيراً أعطاه هذه الثلاث فما مدح الملوك ولا أعطوا شيئاً أعظم من الهمة، ولا استطاعوا أن يبنوا مجداً إلا بعزيمة ثابتة، ومتى طهرت أثوابهم وكانت نزاهتهم تعلق الناس بهم، وهذا ما يعيشه الناس واقعاً حقاً مع شخصك الكريم، أيها الملك المبارك تخرج من قصرك ليلاً لتزور بيوت المساكين والفقراء ثم تصبح عليك الوقار والدين ومهابة الملك، وأنت في محافل الزعماء والملوك والرؤساء، تبيت مع مستشاريك تبحث ماذا تنفع به المواطنين، وفي الصباح تقارع قادة العالم في قمة العشرين، وفيما بين ذلك تنظر في توسعة الحرمين وتنظر كيف تسوق الخير للمسلمين، في مجلسك يتلى القرآن ويفسر لعلمك أنه لا عزة للأمة إلا بكتاب ربها، وفي مجلسك يقدر العلماء ويتصدرون لعلمك أنه لا عزة للأمة إلا بعلمائها، وفي مجلسك ينصف المظلوم والضعيف، لأنك تؤمن أنه لا خير لأمة لا تأخذ الحق لضعيفها. أيها الملك الموفق المبارك أهل مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئونك السلام ويقولون لك أميراً ومسؤولين ومواطنين، يقولون لك في قلوبنا محبة نسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه، ولك في أعناقنا بيعة جئنا نجددها، ونعوذ بالله أن نحيد عنها، ولك في أعيننا مكانة ومقاماً وإجلالاً لم تزده حوادث الأيام والدهر إلا رسوخاً وثباتاً وعلواً».