جدد الطيران الحربي اليمني أمس قصفه لمواقع عسكرية، قيل إنها سقطت بأيدي مسلحين قبليين في منطقة نهم شمال العاصمة، في وقت ساد هدوء حذر أحياء صنعاء لليوم الثاني على التوالي، بعد مواجهات الحصبة والاحياء المجاورة لمنزل الشيخ صادق الأحمر شيخ مشائخ حاشد، بين قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح ومسلحين قبليين يتبعون الاحمر وخلفت عشرات القتلى والجرحى وتشريد المئات. وذكرت معلومات موثوق في مصادرها ان جهود التهدئة تواجه عراقيل كبيرة، خصوصاً مع استمرار الطرفين في التصعيد وحشد مسلحين قبليين ودفع تعزيزات إلى مواقع المواجهة المتوقعة. وعلمت «الحياة» أن وساطة قبلية محلية، بدعم ديبلوماسي سعودي، نجحت في إقناع الطرفين بوقف لإطلاق النار انتهى مفعوله ليل امس، ريثما يتم الاتفاق على صيغة معينة لهدنة من شأنها إعادة الأمور إلى طبيعتها. وقالت المصادر إن جهود الوساطة توصلت إلى نتائج إيجابية، من بينها إقناع الشيخ الاحمر بالموافقة على انسحاب مشروط لأنصاره من المنشآت الحكومية في محيط منزله بحي الحصبة. وقالت مصادر محلية إن لجنة الوساطة الحالية تواجه عقبات على رأسها رفض الشيخ صادق الأحمر تسليم المقرات الحكومية التي استولت عليها خلال المواجهات، قبل الحصول على ضمانات بعدم استخدامها مجدداً مواقع عسكرية للقوات الحكومية لكن الرئيس صالح اصر على استعادة هذه المقرات الحكومية من دون شروط. وتبادل مكتب الأحمر وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم الاتهامات حول عرقلة جهود الوساطة لتثبيت الهدنة، واتهم عبدالقوي القيسي مدير مكتب الأحمر الرئيس بإفشال الوساطة لكن الناطق باسم الحزب الحاكم طارق الشامي قال في تصريحات صحافية «إن هناك حشوداً لقبائل ليس لها أي صفة شرعية تقوم ببث أعمال الفوضى والسيطرة على مؤسسات الدولة داخل العاصمة». وذكر ان الطيران الحربي جدد امس قصف مواقع عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري، التي يقودها نجل الرئيس صالح في منطقة نهم التي سيطر عليها مسلحون قبليون إثر معارك عنيفة، أسفرت عن مقتل 13 قبلياً و11 جندياً، إضافة إلى إصابة العشرات من الطرفين قبل أن يعلن الجنود رغبتهم في ترك مواقعهم وعدم مواصلة القتال. غير أن مصدراً عسكرياً في وزارة الدفاع نفى صحة هذه المعلومات، وقال لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إنه لا صحة «للمزاعم التي ترددها بعض وسائل الإعلام عن سقوط معسكرات وإسقاط طائرات واستسلام لواء عسكري في منطقة نهم». وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أمس، «ان الأولوية الآن لوقف النار، فيما لا بد من أن تكون الخطوة التالية التخفيف من تصاعد التوترات وهذا يمكن أن يحصل عبر انتقال سياسي يقبل بموجبه الرئيس صالح نقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية». ودعا تقرير، اصدرته المجموعة، القوى السياسية المحلية في اليمن إلى تفادي تصعيد العنف في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار، يمكن التوصل إليه من خلال إقصاء أو الحد من تدخل أنصار الرئيس علي عبدالله صالح وأولاد الشيخ عبدالله حسين الأحمر. وقالت إن العداء والمنافسة الشخصية والخصومة بين أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأبناء الرئيس صالح واقاربه تشكل عقبة للمفاوضات حول النقل السلمي للسلطة، مؤكدة بأن هذا العداء «يهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق». ومع التأكيد على ان مبادرة مجلس التعاون الخليجي تشكل أساساً لمثل هذا الانتقال، طالبت بسرعة تعديلها بغية عكس التطورات السياسية الجديدة، معتبرة ان من الضروري أن «يتم تقصير فترة ال30 يوماً التي أعطيت لصالح حتى ينقل السلطة إلى نائبه». واعتبرت ان الاتفاق الأمثل بين صالح والاحمر الذي يمكن التوصل إليه يكون بإقصاء المجموعتين أو الحد من تدخلهما في المرحلة الانتقالية، وهذا سيوفر محفزات لصالح وعائلته حتى يتخلى عن السلطة لأنهم يخشون من سيطرة عائلة الأحمر بعد استقالة الرئيس». ودعا الشيخ صادق الأحمر، جميع منتسبي الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبقية الوحدات العسكرية للوقوف إلى جانب ثورة الشعب السلمية. وطالب الأحمر، في رسالة له أمس أفراد الحرس الجمهوري، والأمن المركزي أن يكونوا حراساً أمناء لما يطالب به الشعب اليمني من ضرورة التخلص من الاستبداد والتسلط ورحيل النظام ليكونوا من صناع التغيير الذي ينشده الشعب. وفي رد حكومي رسمي على تصريحات الأحمر قال مصدر مسؤول أمس ان تصريحات صادق الأحمر واخوانه في شأن الحرب الدائرة بينهم وبين اجهزة الأمن والجيش متبجحة وعنترية «للتغطية على حالة الرعب والخوف التي يعيشها هو وأخوته وعصابته بعد أن تلقوا درساً صغيراً في فرض هيبة النظام والقانون». وفي عدن قال مسؤول امني محلي ان ثلاثة عمال مساعدات فرنسيين خطفوا في محافظة حضرموت وان قوات الامن تبحث عن خاطفي الرجلين والمرأة الذين خطفوا بعد مغادرتهم احد المطاعم. وذكرت وكالة «فرانس برس» ان عناصر من «القاعدة» سيطرت على زنجبار.