روى قيادي في شبكة تابعة لتنظيم «القاعدة» يعمل في منظمة حقوقية، للسلطات العراقية بعد اعتقاله أخيراً، تفاصيل مروعة عن أحد أبشع الجرائم التي هزت البلاد في السنوات الماضية وقتل فيها 70 شخصاً كانون يحضرون حفل زفاف قبل أن تلقى جثثهم في النهر. وعرضت «قناة العراقية» الرسمية صوراً لعدد من المتهمين بينهم فراس حسن فليح (33 سنة) الذي اعترف مع متهم آخر بالانتماء إلى تنظيم «الجيش الإسلامي». ويحمل فليح شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية وماجستير من معهد التاريخ العربي ويعمل في منظمة حقوقية بصفة متابع لوضع السجون والمعتقلات. وأقر بأنه انتمى إلى تنظيم «الجيش الاسلامي» في العام 2005، وفجر في أولى عملياته عبوة ناسفة في جسر المثنى «بتكليف من مسؤول التنظيم إبراهيم نجم عبود، وتسببت بسقوط ضحايا من عناصر الجيش». وروى عمليات اختطاف مدنيين نفذت العام 2006. وقال: «في شباط (فبراير) 2006 أخبرنا مسؤول التنظيم عن شاحنة قادمة من مدينة الصدر متجهة إلى معمل الغاز في التاجي فتمت مراقبتها، وبرفقتنا كل من سفيان جاسم شهاب وكاظم حسين علوان وبلال صالح عبد وأشخاص آخرين. وحين دخلت السيارة المنطقة قمنا بقتل من فيها، بعدها قام سفيان برش البنزين على جثث الضحايا وأحرقها. وبعد قليل جاءت سيارتان تستفسران عن مصير الشاحنة وأصحابها، فقمنا باختطاف أصحاب السيارة الثانية وحرقها». وأضاف: «في حادث آخر، استهدفنا موكب عرس من منطقة الدجيل بعد زرع عباس بحر فياض ومحمد علي محمد عبوة ناسفة لإجبار الموكب على تغيير مساره ليمر عبر منطقة شاطئ التاجي، وبالفعل توجه إلى هناك وحين وصل قرب جامع الحنبلي تم إيقافه، واقتدنا الأشخاص مع عشر سيارات كانت بحوزتهم إلى مضيف الشيخ محجوب في منطقة الفلاحات، وقمنا بعزل الرجال والنساء والأطفال، فقامت جماعة الشيخ محجوب بقتل الرجال بطلقات نارية ورميهم في النهر. وبعدها تم اغتصاب النساء واحدة تلو الأخرى داخل المضيف تم قتلهن أيضاً، أما الأطفال وكان عددهم 15 طفلاً، فربطناهم بكتل خرسانية ورميناهم في النهر». وعن مصير العروسين، قال فليح إن «ابراهيم نجم عبود وسفيان جاسم شهاب وحكمت فاضل ابراهيم وضرغام اصطحبوهما إلى المفتي الذي يكنى بأبي ذيبة وهو مصري الجنسية داخل جامع الحنبلي، حيث أمر باغتصاب العروس وقتلها مع زوجها وبالفعل قمنا بإنزالهما إلى سرداب الجامع وتم اغتصابها أمام زوجها من قبلنا جميعاً، وبعدها اقتدناهما إلى النهر حيث قام إبراهيم بقتل العريس ثم قام حكمت فاضل ابراهيم وجمعة الملقب أبو منجل بقطع ثدي العروس التي ظلت تنزف حتى فارقت الحياة». اما المتهم حكمت فاضل إبراهيم الجبوري (25 سنة) ويعمل شرطياً في حماية المنشآت، فقال إن مجموعته «تتألف من عشرين شخصاً يترأسها ابراهيم نجم الذي يرتبط في شكل مباشر بمسؤول التنظيم ابو ذيبة المصري، وقمنا بتنفيذ 14 عملية إرهابية من ضمنها عملية قتل بائعي الغاز». واعترف بأن «العملية الثانية كانت قيامي بذبح ابن عمي بواسطة السكين بعدما هددني بإبلاغ القوات الاميركية عني ورميت جثته في شارع الغاز قرب معمل الصوف في قضاء التاجي». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن «القوات الامنية تمكنت قبل نحو أسبوعين من اعتقال فراس فليح، رئيس منظمة حقوق الانسان، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني المعنية بالسجون والمعتقلات». وأوضح أن فليح الذي «انتمى إلى القاعدة، وكان يعمل في نفس الوقت في منظمة مجتمع مدني يدعي أنها مدعومة من الأممالمتحدة»، شارك في «الجريمة الأبشع منذ اندلاع أعمال العنف الطائفي العام 2006». وأكد أن «المجرم من أبرز قياديي مجموعة تضم 34 شخصاً مسؤولة حتى الآن عن 15 عملية إرهابية، ابرزها قتل 70 شخصاً حضروا حفل زفاف بينهم نساء واطفال في العام 2006 من اهالي منطقة التاجي» على بعد نحو 20 كلم من شمال بغداد. وأشار إلى أن «قواتنا تمكنت حتى الآن من اعتقال 25 من عناصر الشبكة».