قصفت وحدات «الجيش الوطني» الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، المتمركزة في المدخل الغربي لمدينة درنة، بالمدفعية الثقيلة، أوكار الجماعات الإرهابية بكثافة أمس، ما دفعهم إلى التراجع إلى داخل المدينة. وأفاد مصدر عسكري بأن الأهداف والإصابات كانت دقيقة ومباشرة في أماكن تمركز الجماعات الإرهابية. كذلك دكّت المدفعية الثقيلة أوكار الإرهابيين على المحور الجنوبي للمدينة خلال يومَي أمس وأول من أمس. وكان حفتر أعطى أوامره إلى قائد «مجموعة عمليات عمر المختار» اللواء سالم الرفادي «باتخاذ كل التجهيزات والتدابير لدكّ أوكار وتجمعات وتمركزات الإرهابيين المسيطرين على مدينة درنة». وطالبت «مجموعة عمليات عمر المختار» بدورها أهالي درنة وضواحيها ضرورة الابتعاد عن مواقع تواجد الإرهابيين، كي لا يكونوا عرضة للعمليات العسكرية. وكانت شعبة الإعلام الحربي في «الجيش الوطني» بثت إصداراً مرئياً يظهر التجهيزات العسكرية للقيادة العامة للقوات المسلحة للتوجه نحو درنة وتحريرها من ميليشيا «مجلس شورى درنة» التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي. من جهة أخرى، دان رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج المحاولات التي تستهدف تقويض اتفاق المصالحة بين مصراته وتاورغاء. كما ندد في بيان «بمحاربة بعض المجموعات مساعي الليبيين لتحقيق الوفاق والتوافق، ومحاولاتها عرقلة عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم»، مؤكداً أن «ذلك تجاوز يُضاف إلى تجاوزات سابقة لها ترسخ حالة الانقسام والتشتت وتستهدف بقاء بلادنا أسيرة للفوضى». وتابع السراج أن «مساعينا لتنفيذ ودعم اتفاق المصالحة بين أهالي المدينتين مستمرة على مدار العامين الماضيين لم ولن تتوقف الجهود ولن نستسلم لأي ضغوط مهما كان مصدرها». وأشاد السراج بجهود مجلس مصراته البلدي والمجلس المحلي في تاورغاء ولجان المصالحة والحكماء والأعيان من المدينتين، الذين يواصلون العمل لتأمين عودة الأهالي، مؤكداً «تسخير كل الإمكانيات من خلال أجهزة الدولة المختلفة لتذليل الصعاب»، داعياً الكل إلى تحمل مسؤولياتهم في تحقيق إرادة أهالي مصراته وتاورغاء الذين يتطلعون إلى طي صفحة الماضي في سبيل استقرار الوطن وازدهاره . وأشار السراج إلى أن عودة أهالي تاورغاء ستكون بداية عودة كل الليبيين النازحين والمهجرين داخل البلاد وخارجها إلى مدنهم وبيوتهم «لتبدأ بلادنا بكل أبنائها مسيرة البناء والتعمير».