معبر رفح (قطاع غزة) - ا ف ب - وسط فرحة المسافرين الفلسطينيين، فتحت السلطات المصرية السبت معبر رفح "بشكل دائم" للمرة الاولى منذ اربع سنوات حيث تمكن المئات من السفر. وما ان فتحت البوابة المصرية للمعبر في تمام الساعة العاشرة صباحا (07,00 تغ) حتى دخلت سيارتا اسعاف تنقلان مرضى وحافلة تقل خمسين مسافرا من غزة الى مصر من بين مائتين وخمسين مسافر تمكنوا من الدخول الى القاعة المصرية في المعبر خلال النصف ساعة الاولى، بحسب مسؤول في المعبر. وكان المسافرون وجميعهم مسجلين في كشوفات مديرية المعابر في غزة يركبون حافلات تقلهم من البوابة الفلسطينية لختم جوازات السفر قبل نقلهم بسلاسة الى قاعة المسافرين المصرية في المعبر. وحظي المرضى ومرافقوهم باولوية في السفر. وبينما قام عسكري مصري بفتح بوابة المعبر البعيدة عشرات الامتار عن البوابة الفلسطينية، كان سعيد خليفة (42 عاما) برفقة زوجته المريضة يعبر في سيارة اسعاف، مبديا فرحته للسفر "بدون صعوبات او طول انتظار" لاجراء عملية جراحية في مستشفى بالقاهرة. ويقول خليفة "لا يتوفر علاج لزوجتي في غزة ولا نملك الا السفر للعلاج الحمد لله تسهيلات غير عادية..نامل ان تستمر هذه الاجراءات بهذه السهولة". وقال غازي حمد مسؤول ملف الاتصال مع الجانب المصري في الحكومة الفلسطينية المقالة لوكالة فرانس برس ان فتح مصر معبر رفح بشكل دائم يأتي "ثمرة من ثمار التغيير في مصر والمصالحة الفلسطينية" وتابع "هذا سيوفر اجواءا ايجابية وفرحة كبيرة لدى الموطنين هنا بعد سنوات الحصار والتضييق الصعبة". واشار حمد انه "لا تخوفات من اي عمليات تهريب او اعمال غير قانونية هذه فزاعة تستخدمها اسرائيل.. المعبر عمل خلال السنوات الاربع وفقا للقانون والمواصفات الدولية وبجري بعض التعديلات للتحسين". وفي رده على سؤوال حول امكانية عودة المراقبين الاوروبيين لللاشراف على سير العمل في المعبر وفقا لاتفاقية 2005 قال حمد "يجب ان نثبت ان المعبر مصري فلسطيني ويجب الا تدخل اي جهة اخرى" وتابع "اليوم طويت صفحة طويلة من التضييق والاغلاق وهذه فرصة كبيرة لسفر اعداد كبيرة من الناس". وتشرح أمل مهدي ( 21 عاما) "سجلت للسفر منذ اربعة اشهر ودون جدوى اما الان فانا اسافر برفقة زوجي من دون تسجيل مسبق ولا يوجد لدينا تاشيرة مصرية". وابدت الشابة ارتياحها للاجراءات "السهلة والمعاملة الممتازة". وبحسب الالية السابقة كان يمكن لثلاثمائة فلسطيني كحد اقصى السفر يوميا منذ اعادة فتح المعبر جزئيا بعد اندلاع الثورة في مصر ويتوجب على المسافر التسجيل لدى دائرة المعابر في وزارة الداخلية في الحكومة المقالة وينتظر احيانا عدة اشهر حتى يتمكن من السفر بعد اجراء تنسيق مع الجانب المصري وفقا لما يقول عدد من المسافرين. وتمكن حسن عبد الهادي ( 43 عاما) وهو من سكان خان يونس السفر الى مصر بعد ان "حرمت لاربع سنوات من الحصول على تأشيرة او تنسيق مصري". وتابع الرجل وهو يمسك بيده حقيبة صغيرة "الحمد لله اخيرا ساسافر لمصر للعلاج من دون تنسيق ..نشكر مصر الثورة لهذه التسهيلات". وتشمل الالية المصرية الجديدة سفر من هم فوق الاربعين وتحت سن ال18 من العمر من الذكور والنساء كافة من دون الحصول على تأشيرة دخول او تنسيق مسبق. لكن يتوجب على فئة الشباب بين 18 و40 عاما في حال عدم امتلاكهم اوراق ثبوتية للدراسة في جامعات بمصر او تقرير طبي من السلطة الفلسطينية، الحصول على تاشيرة دخول لمصر خصوصا من ممثلية مصر في رام الله بالضفة الغربية. وتوقع مسؤول فلسطيني في المعبر سفر ما بين 600 و700 شخص في اليوم الاول. من جانبه قال موظف مصري كبير في الجانب المصري من معبر رفح لفرانس برس "سنعمل على تسهيل ومساعدة اخواننا الفلسطينيين في السفر" واوضح "نتوقع مضاعفة اعداد المسافرين واعتقد ستكون خطوات اخرى في القريب العاجل". وقالت سماح الرواغ (25 عاما) التي وصلت للتو الى الجانب المصري في المعبر "حاولت السفر مرتين سابقا لكن ارجعوني..هذه المرة اسافر الى تركيا لحضور مؤتمر ..القرار المصري شجعني للسفر..هذا ما نتمناه منذ سنوات". لكن جمال نجم البالغ من العمر 53 عاما وهو متزوج من مصرية وله بنت تعيش مع والدتها في مصر فانه غير متأكد من ان القرار المصري قد يخدمه في السفر سيما انه ممنوع من السفر لاسباب لا يعرفها كما يقول. ويضيف نجم "جئت قبل ثلاث سنوات لزيارة الاهل في غزة وانتهت الاقامة المصرية بسب الاغلاقات وعندما حاولت السفر امن الدولة منعني ..امل ان تحل مشكلتي اليوم واسافر لزوجتي وابنتي". وسيفتح المعبر من العاشرة صباحا وحتى السادسة بالتوقيت المحلي على مدى ستة ايام اسبوعيا ما سيتيح سفر عدة الاف اسبوعيا.