أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشدداً في رفضه اقتراح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إقامة «شراكة» بين انقرة والاتحاد الأوروبي، مكرراً أن بلاده تسعى إلى عضوية كاملة في التكتل. أتى ذلك في حديث الى صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، قبل وصول أردوغان إلى روما أمس، في زيارة تستغرق 24 ساعة، بدعوة رسمية من البابا فرنسيس، ويلتقي خلالها ايضاً الرئيس الإيطالي سيرحيو ماتاريلا ورئيس الوزراء باولو جنتيلوني، اضافة الى مستثمرين إيطاليين. وكان ماكرون اقترح على أردوغان، لدى استقباله في باريس مطلع السنة، «شراكة» مع الاتحاد الأوروبي بدل العضوية. لكن الرئيس التركي شدد على «ضرورة الامتناع عن جعل هذه المسألة أداة لحسابات السياسة الداخلية لدى دول أوروبية»، مضيفاً ان بلاده «تنتظر من الاتحاد تبنّي مواقف بنّاءة، وإزالة عقبات مصطنعة تعرقل علاقات الجانبين، في أسرع وقت». واعتبر أن تركيا «تنفذ واجباتها بوصفها دولة مرشحة لعضوية الاتحاد»، منبّهاً في الوقت ذاته الى أن «مسيرة انضمامها لن تتقدّم بجهودها منفردة، بل على الاتحاد أيضاً القيام بواجباته» في هذا الصدد. وتابع: «على الاتحاد إيفاء وعوده تجاهنا، اذ يعرقل محادثات الانضمام، ويحمّلنا مسؤولية عدم حدوث تقدّم فيها. هذا ظلم. وينطبق الأمر كذلك على اقتراح دولٍ في الاتحاد، خيارات أخرى غير الانضمام. نرغب في انضمام كامل إلى أوروبا. أي خيارات أخرى لن ترضينا». ولفت إلى «دور مهم» مارسته تركيا ل»وقف تدفق اللاجئين من الشرق إلى أوروبا، ولضمان الاستقرار والأمن فيها». وسُئل أردوغان عن احتجاجات محتملة خلال زيارته إيطاليا، قد تنظمها مجموعات تتهم تركيا بانتهاك حقوق الإنسان، فأجاب: «لا أوجّه أي خطاب لداعمي الإرهاب. أتصرّف مع الإرهابيين كما أفعل معهم في عفرين. سأتابع فعل ذلك لأنها اللغة التي يفهمونها». وسأل «أي لغة تستخدم إيطاليا ضد الإرهابيين؟ أي لغة تستخدم فرنسا وبريطانيا وأميركا وروسيا؟ أستخدم اللغة ذاتها». وأعلن الرئيس التركي أنه يتخيّل بلاده «بين الاقتصادات العشرة الأكثر تقدّماً في العالم»، وزاد: «نحتلّ المركز الخامس في أوروبا، والسادس عشر في العالم. هدفنا دخول مصاف العشرة الأوائل». وسُئل أيضاً عن أهمية الإيمان بالنسبة إليه، فأجاب: «التدين والإيمان هما كل شيء بالنسبة إليّ. إنهما أمر لا يمكنني التخلّي عنه. كل ما يأمر به ديني أعتبره أولوية».