شيعت مدينة جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة، أمس جثمان الشهيد أحمد سمير أبو عبيد، والذي قتل برصاصة في الرأس خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت. وتوعدوا بالرد وتصعيد المقاومة. وتجمع الآلاف من سكان جنين أمام المستشفى، ورددوا شعارات تتعهد بالمضي في المقاومة حتى تحرير فلسطين، وحُمل جثمان أبو عبيد (19 عاماً) على الأكتاف، وجال به المشيعون عدداً من شوارع المدينة وهم يطالبون بالتصعيد وللرد على جرائم الاحتلال المستمرة، كما أشادوا بالمطارد أحمد نصر جرار والذي تلاحقه «إسرائيل» منذ عدة أسابيع، وتتهمه بأنه «المسؤول المركزي» عن قتل الحاخام عند مستوطنة حفات جلعاد، قبل أن يوارى الشهيد الثرى في مقبرة الشهداء بالحي الشرقي في جنين، في وقت صدحت سماعات المساجد بإعلان الحداد في عموم المدينة. وأكدت والدة أبو عبيد أن دماء نجلها أحمد «فداء للمطارد أحمد جرار». وظهرت في مقطع فيديو على هامش تشييع نجلها وأكدت: «دم ابني فداء لأحمد نصر جرار اللي بحارب (يقاوم) إسرائيل». وزادت: «الله ريتنا نظل ندعس على رؤوسهم.. الله ريتنا نظل حارقين قلوبهم.. الله ريتنا ما يطلعوا بشيء من جنين»، في إشارة لعمليات البحث المستمرة عن جرار. وكانت قوات الاحتلال انسحبت ليل السبت من بلدة برقين غرب جنين بعد ساعات من اقتحامها، ومحاصرة منازل في الحارة الشرقية بحثاً عن المطارد جرار، لكن العملية فشلت، وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه اعتقل أحد المشتبه بهم في قتل الحاخام الشهر الماضي. قبل أن تقتحم القوات أمس المناطق الجبلية المحيطة ببرقين، وشرعت بعمليات تفتيش بين الأشجار وفي الكهوف الصغيرة بالمنطقة. من جانبها أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن ما قامت به قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية ضد الفلسطينيين العزل في جنين، «تأكيد جديد على حجم التطرف والعنصرية والكراهية الذي يتفشى داخل مؤسسات الاحتلال العسكرية والسياسية، نتيجة لحملات التحريض واسعة النطاق والتعليمات والفتاوى الدينية التي يطلقها المسؤولون والحاخامات، كنهج تربوي عنيف ضد الفلسطينيين».