حفظت منطقة البلد (وسط) جدة تاريخاً يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، هو عمر هذه «العروس الساحلية، محتفظةً بحارات عتيقة، تتوسطها شوارع ضيقة، تحكي كل واحدةٍ منها تاريخ المكان. حارات البلد القديمة، المظلوم والشام والبحر وحارة المليون طفل، هي شواهد الماضي الجميل، والحاضر المؤلم بهجر السكان الأصليين إلى الأحياء الجديدة الراقية، لتخلفهم في سكنى المنطقة عمالة إفريقية حولت بيوتاته إلى مخازن ومستودعات، تلتهمها الحرائق في كل حين. الإهمال الذي تعاني منه المنطقة، بدا جلياً على بناياتها القديمة، التي تتساقط واحدةً تلو الأخرى، حتى أصبح دخولها في قائمة التراث العالمي أصعب من أي وقتٍ مضى، على رغم جهود البناء والترميم الذي تتعاون في إنجازه جهات عدة. العم محمد زاكي، وعلي بكار، ورمضان حارس منزل باعشن، ربما يكونون البقية الباقية من مؤثري المكوث في «البلد»، ليستنشقوا عبق المكان، بحلوها ومرها.