أُعلن في نيويورك أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سيلقي خطاباً أمام الاجتماع الشهري لمجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط والذي يعقد في 20 شباط (فبراير) الجاري، وسط احتدام التوتر بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية. وأكد السفير الكويتي في الأممالمتحدة منصور العتيبي، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة الدولية الخميس، بمناسبة تولي بلاده رئاسة مجلس الأمن، أن حضور عباس «سيكون مفيداً جداً لكي يسمع موقفه أعضاء مجلس الأمن»، نافياً اعتراض أي دولة عضو في المجلس على حضور الرئيس الفلسطيني، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وأكد العتيبي دعم بلاده الموقف الفلسطيني، انطلاقاً من تمثيلها مجموعة الدول العربية في المجلس وتقيداً منها بقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب. وأضاف: «من المهم أن يشارك عباس في اجتماع مجلس الأمن»، مؤكداً أن «ثمة موقفاً عربياً مشتركاً عبر عنه وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم الأخير، وهناك تحركاً عربياً لدفع عملية السلام قدماً والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية في القدس أو المستوطنات». وزاد إن «عباس صاحب قضية وسيأتي إلى مجلس الأمن ليتحدث عن قضيته». ولم تبلغ إسرائيل مجلس الأمن ما إذا كانت سترسل شخصية سياسية لتمثيلها في تلك الجلسة، التي سيستمع فيها مجلس الأمن إلى إحاطة من مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. وقال العتيبي إنه «إضافة إلى الجلسة التي سيشارك فيها عباس، ستنظم الكويت جلسة خاصة تعقد في إطار غير رسمي»، لافتا إلى أن رئاسة مجلس الأمن دعت الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إلى المشاركة فيها. وأوضح أن الجلسة الخاصة ستعقد في 22 الشهر الجاري وسيشارك فيها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السابق يان إيغلاند، ومديرة وكالة الأونروا السابقة كارين أبو زيد، مع احتمال مشاركة كارتر فيها. وتعليقا على تقارير تفيد بأن السلطة تستعد لتقديم طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأممالمتحدة، قال العتيبي إن رئاسة مجلس الأمن «لم تتسلم مثل هذا الطلب بعد». وستأتي كلمة عباس بعد أسابيع من هجوم عنيف شنته في 25 الشهر الماضي السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي على الرئيس الفلسطيني الذي اتهمته بأنه «لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل». ورأى السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة داني دانون في بيان، أن إلقاء عباس كلمة أمام المجلس «سيلحق مزيداً من الضرر بآفاق محادثات سلام مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وقال دانون: «بعد بث رسائل معادية للسامية في خطبه الأخيرة، يسعى عباس الآن لوضع حد لكل إمكانية لمفاوضات مع إسرائيل». وأضاف: «بمواصلته العمل ضد الولاياتالمتحدة والسعي الى تحرك آحادي ضد إسرائيل، يخطئ عباس بقراءة واقع اليوم ويضر بآفاق مستقبل أفضل لشعبه». إلى ذلك، رفضت الرئاسة الفلسطينية أمس، ما وصفته ب»التحريض تجاه الرئيس عباس». وأكد الناطق باسمها نبيل أبو ردينه أن «المزاعم برفض عباس العودة إلى طاولة المفاوضات، لا تعدو كونها تحريضاً مفضوحاً وأقوالاً غير مسؤولة». وقال: «لم نرفض أي عرض لمفاوضات تهدف إلى تطبيق حل الدولتين ولم نرفض المفاوضات من حيث المبدأ». وأضاف:» نحن نتمسك بمفاوضات جادة طريقاً للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود عام 1967»، مشدداً على أن «المفاوضات الجادة تتطلب، أولاً وقبل كل شيء، أن يؤمن الطرف الآخر بحل الدولتين، وبالمفاوضات وليس بالإملاءات». وقال: عندما طالبنا بآلية دولية جديدة لرعاية المفاوضات، فإن ذلك لا يعتبر خروجاً عن التزامنا بها كسبيل لتحقيق السلام».