تجاوز الصراع على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم مرحلة التصريحات والحملات الانتخابية والزيارات، وبلغ مرحلة التخلي عن الديبلوماسية والضرب تحت الحزام بل وتوجيه «اللكمات الخطافية». وشهدت الساعات القليلة الماضية تطورات جديدة في الحرب الانتخابية القائمة بين السويسري جوزيف بلاتر والقطري محمد بن همام للتنافس على رئاسة «الفيفا»، إذ نجح بلاتر في توجيه ضربة «قاسية» لمنافسه في إطار المحاولات المتواصلة لإلصاق تهم الفساد به، إذ فتحت لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي أمس (الأربعاء) تحقيقاً بحق أربعة مسؤولين في «الفيفا» بخصوص «احتمال خرق قانون الأخلاق وادعاءات الاحتيال» بينهم المرشح القطري. وجاء فتح «الملف» استناداً إلى شهادة الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه في حديث أدلى له به عضو اللجنة التنفيذية للفيفا الأمين العام ل «الكونكاكاف» تشوك بلازر بخصوص «احتمال خروقات» لقانون الأخلاق ارتكبت من بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. وسيطاول التحقيق 4 شخصيات بارزة هم: رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المرشح لمنافسة بلاتر على رئاسة الفيفا محمد بن همام، ورئيس اتحاد الكونكاكاف نائب رئيس الفيفا الترينيدادي جاك وورنر، إضافة إلى المسؤولين في كرة القدم الكاريبية ديبي مينغيل وجايسون سيلفيستر. وقبيل يومين فقط من انطلاق الجميعة العمومية للاتحاد الدولي و3 أيام من التصويت على الرئيس الجديد ل «الفيفا» سيضطر ابن همام برفقة المسؤولين ال 3 إلى المثول أمام لجنة الأخلاق بمقر الاتحاد الدولي في زيوريخ للاستماع إلى شهاداتهم، فيما سيكون متاحاً لهم رفع حجج الدفاع في 27 أيار (مايو) الجاري. ولن يشارك رئيس لجنة الأخلاق في الفيفا كلاوديو سولسر في جلسة الاستماع في 29 مايو بسبب جنسيته السويسرية التي هي أيضاً جنسية بلاتر منافس ابن همام في الانتخابات الرئاسية، وسيترأس اللجنة مكان سولسر الناميبي بتروس داماسيب. وسيستثمر بلاتر «التحقيق» في التشكيك في نزاهة الثنائي (ابن همام - وارنر) خصوصاً أنه سبق أن ندد باجتماع للاتحاد الكاريبي الذي تم تنظيمه بمشاركة وورنر وابن همام في 10 و11 مايو الذي منح المراقبين إيحاء بأن الأصوات ال 35 بدأت في التحرك باتجاه ابن همام. ويواجه المنافس القطري على رئاسة «الفيفا»، الذي وضع محاربة الفساد أساساً لحملته الانتخابية، تشكيكاً كبيراً يطاول صورته لدى الاتحادات الأهلية ال 208، إذ سبق أن وجّهت له الأسبوع الماضي اتهامات في ملف آخر من لجنة تحقيق برلمانية بريطانية إثر مزاعم الرئيس السابق للجنة ترشيح إنكلترا لمونديال 2018 اللورد ديفيد تريسمان واتهامات صحيفة «صنداي تايمز». وأكد تحقيق الصحيفة الإنكليزية أن مسؤولين كبيرين في كرة القدم العالمية هما رئيس الاتحاد الأفريقي الكاميروني عيسى حياتو وعضو اللجنة التنفيذية العاجي جاك انوما تقاضيا رشوة من أجل التصويت لمصلحة الملف القطري لنيل استضافة مونديال 2022.