وعدهم بلقاء قريب، من سريره الأبيض في المستشفى، على خشبة المسرح. ابتسامته ما زالت ماثلة أمامهم، في آخر يوم لاحظوا فيه تحسنه، بعد قضائه أياماً، موصولاً بأجهزة غسيل الدم، لفشل كلوي ضحك معه ولم يسارع في علاجه. عتبوا عليه لعدم اهتمامه، وأسمعهم ضحكته وشوقه إليهم، لكن اللقاء لم يتحقق، إذ ودع المسرحي نضال نواس أصدقاءه المسرحيين، وانتقل إلى العالم الآخر، بعد أن تهيأ لمغادرة السرير الأبيض، أمس، تاركاً مكانه شاغراً، وألسنة أصحابه تذكر “خفة دمه”. التم شمل المسرحيين في المستشفى، ليشاهدوا آخر عروض نواس، ملفوفاً بكفن أبيض، تذكرهم بآخر دور أداه في مسرحية “اليوم العالمي للمسرح”، على خشبة جمعية الثقافة والفنون في الدمام، كان حينها يلبس الأبيض، الأبيض ذاته الملتف حول بدنه في ثلاجة الموتى. لن ينساه مسرحيو المملكة، ثبت أقدامه في مسرحيات كثيرة، محلية وخارجية، وعاد من بعضها محملاً بجوائز وشهادات تثبت أن “لا أحد سيحل محله في سهولة”. وصفه المسرحي معتز العبدالله ب”صاحب الأداء اللافت للانتباه”، و”المتمتع بحس الفكاهة التلقائية، واقتناص ضحك المتفرجين”، وأنه “صاحب شخصية محبوبة بل أكثر”. وقال عنه المسرحي زكي الدبيس: ”الفنان الراقي”، وصاحب “العلاقات الفنية مع الجميع”. ذاكراً شغفه بالشعر و”تلذذه به”. أصيب نواس بفشل كلوي، لم يعوضه عنه نجاحه في مسرحه، وكان علاجه في غسيل الكلى، إلا أنه “ابتسم مشاغباً”، وحين توقف عن بعث الابتسامة، كان “في غيبوبة، امتدت أياماً طويلة”، وأعلن عن عودته الأسبوع الماضي، بابتسامة أيضاً، والجميع ينتظرون خروجه، الطبيب نزع عنه كل الموصلات، وكان على استعداد للخروج منذ يوم الاثنين الماضي. ماذا حدث؟ مات أمس بكل بساطة، و”الأعمار بيد الله”.