توقّعت إحصاءات متعلقة بالقطاع الصحي أنّ يتجاوز معدل الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية في المملكة 13 بليون ريال بحلول عام 2013، بالتزامن مع الطلب المتزايد على الخدمات الصحية عالية المستوى من الشريحة السكانية الآخذة بالنمو مع تحسّن المستوى المعيشي، في الوقت الذي أسهمت فيه الجهود الحكومية الرامية إلى تحسين نظام الرعاية الصحية الوطني في نشوء قطاع نظم الإدارة ومعلومات الرعاية الصحية. وقال المتخصص في قطاع الرعاية والتأمين الصحي الدكتور عبدالرحمن الياسر: «إن القطاع الصحي في المملكة يشهد نمواً في مختلف جوانبه، سواء في مشاريعه أم في جودة الخدمة المقدمة وذلك نتيجة للتوسّع الكبير فيه»، موضحاً أن المملكة لم تهمل العنصر البشري السعودي المتخصص في هذا القطاع، إذ يوجد عدد كبير من الكليات والمراكز الطبية التدريبية سواء في القطاع العام أم الخاص التي تشهد تخريج المئات سنوياً من الكوادر الطبية المؤهلة في مختلف التخصصات، كما يحصل القطاع الصحي على حصة كبيرة من موازنة هذا العام. وأشار الياسر إلى أن عقد المؤتمرات في المملكة يؤكد المكانة الكبيرة وتطوّر القطاع الصحي فيها، خصوصاً أن الرعاية الصحية في المملكة تعتبر من الأولويات التي تجد الدعم من الدولة، مشيراً إلى قرار الحكومة تخصيص 68,7 بليون ريال من موازنة العام الحالي لتطوير خدمات الرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية، الذي يعتبر دافعاً رئيسياً لدعم الشراكات الاستراتيجية والعقود المشتركة مع التجار وموردي ومزودي خدمات الرعاية الصحية. ويشهد قطاع نظم الرعاية الصحية اتساعاً ملحوظاً، الأمر الذي يعود بصورة جزئية إلى قاعدة تكنولوجيا المعلومات المتينة المتاحة في المملكة، كما أن هناك عوامل أخرى مؤثرة، مثل السياسات التنظيمية الجديدة الخاصة بالمعدات والتجهيزات الطبية، وتزايد الحاجة إلى إنشاء 750 مستوصفاً جديداً على مدى السنوات العشر المقبلة، التي تدفع الطلب على اعتماد المزيد من الأجهزة الطبية المتطوّرة القادرة على تلبية حاجات المجتمع السعودي. من جهته، قال المدير العام لشركة «سيرنر» في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند جريج وايت: «إن الرياض ستشهد الأحد المقبل عقد المؤتمر السنوي الثالث لجمعية نظم الإدارة ومعلومات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط»، وستتم خلاله مناقشة دور نظم الرعاية الصحية المؤتمتة في تحسين القطاع الصحي والخدمات الطبية في المملكة. ولفت إلى أن مختلف الدول تشهد في الوقت الراهن عدداً من القضايا الصحية الملحة، مثل انتشار البدانة ومرض السكري، ما يتطلب تبني منهجيات متقدمة للوقاية والكشف المبكر والرعاية والعلاج، خصوصاً في ما يتعلق بإدارة المعلومات الصحية للمرضى.