تعهد الرئيس السوداني عمر البشير إزالة التوتر في منطقة ايبي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه وحل الأزمة سلمياً، فيما استقال وزير شؤون مجلس الوزراء لوكا بيونق احتجاجاً على سيطرة القوات الشمالية على المنطقة. وأعلنت الأممالمتحدة أن 150 ألفاً من سكان أبيي فروا إلى يلدات مجاورة. وقالت الناطقة باسم الأممالمتحدة هوا جيانغ إن حصيلة النازحين من أبيي تقدر بنحو 150 الفاً، بينهم نحو عشرين ألفاً في بلدة أجوك القريبة. وأضافت أن فريق المنظمة الدولية يقوّم الموقف عقب دخول قوات الجيش الشمالي إلى أبيي السبت الماضي. ووعد الرئيس السوداني إزالة أسباب التوتر والصراع في أبيي والسعي إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة. وأكد لدى مخاطبته قمة جمعته أمس مع رئيسي تشاد إدريس ديبي وأفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه، أن بلاده تبذل جهوداً مضنية لحل الخلافات المتبقية وإزالة التوتر في أبيي والمضي قدماً في حل سلمي للمنطقة. وشدد على ضرورة العمل من أجل حل القضايا العالقة بالحوار بين الشريكين «حزب المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان». وقال إن «ما يربط بين شمال السودان وجنوبه أكبر مما يفرق بينهما». إلى ذلك، أعلن وزير شؤون مجلس وزراء الحكومة الاتحادية لوكا بيونق دينق تقديم استقالته على خلفية الأحداث في منطقة أبيي. وقال إنه تقدم باستقالته لرئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بوصفه النائب الأول للرئيس السوداني، مبرراً إياها ب «إعلان أبيي منطقة حرب ومحاولات عرقلة استقلال جنوب السودان من قبل حكومة البشير وتأزم الأوضاع في دارفور والتجاهل المتعمد لاتفاق سلام الشرق وتزوير إرادة شعب جنوب كردفان». وأضاف: «قدمت الاستقالة للنائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت لأنه هو من كلفني ورشحني لهذا المنصب، تاركاً قبولها لتقويمه الشخصي». وأشار إلى أنه كان يتعين عليه أن يتخذ موقفاً سياسياً تجاه ما يحدث في أبيي، وأنه لاحظ طوال فترة عمله في الخرطوم أن الدولة السودانية أصبحت ضعيفة تحت قيادة البشير. ويُعد بيونق الذي يتحدر من قبيلة دينكا نقوك التي تتنازع مع قبيلة المسيرية العربية ملكية المنطقة، أحد مهندسي بروتوكول أبيي في اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب. لكن وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين أكد أن الجيش سيبقى في ابيي ولن يغادرها. وقال في جلسة للبرلمان السوداني خصصت للاستماع إلى أقواله عن التطورات في ابيي: «نحن باقون في ابيي حتى صدور قرار بغير ذلك»، مضيفاً أن «الجيش لن يتراجع قيد أنملة». وفي واشنطن، اعتبر المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان برينستون ليمان «احتلال» القوات السودانية الشمالية أبيي «رداً مبالغاً فيه جداً» على تعرض قافلة أممية وجنود شماليين الأسبوع الماضي للهجوم. وأكد أنه «خرق خطير لاتفاق السلام»، موضحاً أن الولاياتالمتحدة كثفت الدعوات خلال الأيام الماضية لتهدئة التوترات. وحذر من أن احتلال أبيي «سيعقد تطبيع العلاقات بين الولاياتالمتحدة والحكومة السودانية»، ورفع السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، مشيراً إلى أن واشنطن «بدأت تدرس الوسيلة الكفيلة بسحب السودان من هذه اللائحة وعملت مع البنك الدولي وآخرين على الديون السودانية المقدرة ب 38 بليون دولار».