صدّر العراق عبر ميناء أبو فلوس (جنوب البلاد) كمّية كبيرة من التمور إلى الإمارات. وتوقع مسؤولون تصدير كميات أكبر من المحصول في الموسم المقبل، مشيرة الى ان العراق صدر خلال العام الحالي أكبر كمية من التمور منذ 2003، وأن معظمها شُحن عبر ميناءي المعقل وأبو فلوس (جنوب البصرة)، موضحة أن «التمور هي من البضائع القليلة التي يصدّرها العراق». وكانت البصرة سجلت في السنوات الأخيرة استيراد تمور ذات أصناف جيّدة من السعودية وإيران لرفد السوق المحلية بها، في ظل تدهور الإنتاج المحلي، على رغم انها تنتج أفضل أنواع التمور عالمياً، وأشهرها كالبرحي والحلاوي والبريم. وأوضح مدير قسم النخيل في مديرية زراعة البصرة عبدالعظيم كاظم ان «التمور التي يصدّرها العراق معظمها من نوع الزهدي، الذي يتميز بجودته المنخفضة ورخص ثمنه، حتى انه لا يطرح في الأسواق المحلية لعدم وجود من يرغب في شرائه من المواطنين»، موضحاً أن «نحو 70 في المئة من التمور التي ينتجها العراق هي من الصنف المذكور، الذي يعتبر محلياً من الدرجة الثالثة، لذلك فإن تصديره يعتبر أفضل وسيلة للاستفادة منه». وأشار إلى أن «التمور العراقية المصدّرة تُنقل إلى معامل لكبس التمور في الإمارات، حيث تنقّى من الشوائب وتُعجن قبل أن تعبأ وتغلّف في شكل جيد، ثم يعاد تصديرها إلى دول مختلفة بعلامات تجارية إماراتية، وبعض الكميات تستهلك محلياً». الى ذلك، اعلن المدير العام ل «الشركة العراقية لتصنيع التمور وتسويقها»، محمود جواد علوش، في تصريح الى «الحياة»، ان العراق كان لسنوات طويلة يعتبر من المصدّرين المهمين للتمور الى الاسواق العالمية، والتي عُرفت بجودتها، معرباً عن حرص الشركة باستمرار على تحديث معاملها الخاصة لكبس التمور العراقية وتصنيعها وتعبئتها، على نحو يساعد على تسويقها داخلياً وخارجياً. ودعا الجهات المعنية الى مضاعفة جهودها لزيادة إنتاج محصول التمور بمختلف انواعه، إضافة إلى التمر الزهدي، حيث ان هناك اكثر من 400 نوع من التمور كان العراق ينتجها سابقاً. ولفت الى ضرورة اعتماد التخصص في القطاع في انتاج التمور وتحسين نوعيتها وطريقة خزنها، وأشار الى ان هناك كمية كبيرة من المحصول كانت وزارة الزراعة العراقية استلمته من المنتجين لغرض التصدير منذ فترة طويلة، إلا ان خزنه الرديء ادى الى تلفه، فأصبح غير صالح للاستخدام البشري. وتابع: «الشركة العراقية لتصنيع التمور وتسويقها» تتطلع الى ان تكون الجهة الرئيسة في تنظيم نشاط انتاج التمور ورعايته وطرق خزنه وتسويقه، داخلياً وخارجياً. وأوضح علوش انه عاد أخيراً من عمّان بعد ان حضر اجتماعاً لمنظمة «يونيدو» التابعة للامم المتحدة التي ستتولى تمويل مختبر الزراعة النسيجية لفسال النخيل في منطقة جنوب بغداد، بطاقة 50 الف وحدة سنوياً، للوصول الى 40 مليون نخلة بحلول عام 2021، بعد ان تراجع عددها الى نحو 9 ملايين فقط عام 2003.