أكد باحث بيئي أن ثلثي الشعاب المرجانية في الخليج العربي معرضة للخطر، مرجعاً ذلك إلى الصيد الجائر وإلى ناقلات النفط والحروب، محذراً من زيادة مستويات الهيدروكربونات البترولية وانخفاض مستوى جودة المياه. وقال الباحث في «معهد الكويت للأبحاث العلمية» الدكتور عبدالنبي الغضبان ل «الحياة»: «إن المنطقة البحرية في الخليج تحوي نحو 8 في المئة من شعاب المرجان في العالم، ولكن ثلثي هذه الشعاب تم تصنيفها من منظمات مهتمة بالشأن البيئي كشعاب معرضة للموت، ويرجع ذلك إلى الصيد الجائر وإلى ناقلات النفط والحروب»، لافتاً إلى أن «مجمل مصادر التلوث المختلفة التي طرأت على المنطقة البحرية، جاءت خلال تغيرات في السواحل والموائل الساحلية كنتيجة طبيعية لعمليات الردم والتجريف المستمرة». وأوضح أن هذه الإجراءات «تسببت في وقوع أضرار اقتصادية، تأثر بسببها القطاع السمكي، منها وجود كميات من النفايات مثل البلاستيك وغيرها»، مضيفاً «يشهد الخليج زيادة مستويات الهيدروكربونات البترولية في المنطقة عن مستوياتها في بحر الشمال بنحو ثلاثة أضعاف، وفي البحر الكاريبي بنحو ضعفين»، مشيراً إلى أن ذلك «انعكس سلباً فأوجد تلوثاً بيئياً أصاب الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف (القرم) الساحلية بأضرار كبيرة». وذكر الغضبان أن المياه في السواحل الخليجية «تعاني من انخفاض في مستوى الجودة»، معللاً ذلك ب «تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة بالصورة المطلوبة، والتلوث الحراري الناتج من محطات توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر»، منوهاً أن المناطق الساحلية «تأثرت بيئياً بالنفايات الخطرة الناتجة من الاستخدام البشري، وبسبب أيضاً التعامل غير الرشيد مع المواد الكيماوية السامة التي تتسرب إلى مياه البحر بطرق مختلفة». وأشار الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية، أن «الانسكابات النفطية بسبب الناقلات والحروب التي مر بها الخليج العربي، مثل غزو الكويت في تسعينات القرن الماضي، أثر على الهوائم البحرية (العوالق) و يرقات الأحياء المائية، أي بالمجمل أثر على النظام «الأيكولوجي في منطقة الخليج». واعتبر تكرر حدوث نفوق الأسماك «نتيجة أمور عدة منها: الملوثات النفطية والتغيرات المفاجئة في العمليات الفيزيائية والكيماوية، والبكتريا والفيروسات والفطريات وإزهرار الطحالب الضارة، إضافة للمد البحري»، مشيراً إلى أن «تركيز المعادن النزرة، مثل: الزئبق والرصاص والنيكل والكادميوم والنحاس، بشكل عام هي منخفضة، وتوجد بعض النقاط الساخنة قرب المواضع الخاصة بتصريف مخلفات المصانع الكيماوية، ومعامل تحلية المياه ومحطات التقطير». ولفت الغضبان إلى ما مرت به المنطقة من «حروب وعمليات عسكرية تركت أثراً لا ينبغي إغفاله»، منوهاً إلى الحروب الثلاث التي وقعت في الخليج، إذ «نتج من الأولى تفجير حقل «النيروز» في المياه الإقليمية الإيرانية عام 1979. وسكب أكثر من مليوني برميل في البحر. كما نتج من حرب تحرير الكويت عام 1991 سكب أكثر من 12 مليون برميل، مع تساقط نواتج احتراق النفط الخام من آبار الكويت، التي تم تدميرها آنذاك». وأضاف «نتج من حرب غزو العراق عام 2003 انسكاب نفطي وغرق سفن حربية». فيما يتم سكب نحو 1.2 مليون برميل سنوياً، خلال العمليات البحرية الخاصة بنقل النفط الخام»، معتبراً الخليج العربي «من أكثر المناطق في العالم زحاماً على صعيد النقل البحري، حيث يمر من مضيق هرمز 25 ألف ناقلة نفط في العام محملة ب 60 في المئة من صادرات النفط الخام في العالم».