واشنطن، بروكسيل، كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اتهم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، إيران بممارسة «لعبة مزدوجة» في أفغانستان، «عبر قولها انها ترغب في بناء علاقات جيدة معها، في حين تقوض الجهود التي يبذلها الحلف الأطلسي لتوفير الأمن». وأعلن في اختتام محادثات عقدها وزراء خارجية دول الحلف في بروكسيل ان ايران ترسل كمية «متواضعة نسبياً» من السلاح والمعدات لمهاجمة القوات الأجنبية في افغانستان، ما يؤدي في النهاية الى ايذاء الشعب الأفغاني». وليست الاتهامات الأميركية لإيران بتمرير السلاح الى «طالبان». و أعلن قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس أمس، ان اعمال العنف في افغانستان بلغت مستوى قياسياً الاسبوع الماضي، متوقعاً شهوراً مقبلة «صعبة»، تتزامن مع ارسال واشنطن 21 الف جندي اضافي لقتال حركة «طالبان». وقال أمام منتدى في واشنطن: «الواضح ان الوضع تدهور في العامين الماضيين وننتظر اوقاتاً صعبة، لأننا سنطارد المتمردين في مخابئهم جنوب البلاد وشرقها». ولم تتوافر احصاءات عن الحوادث في افغانستان في الاسبوع الاول من الشهر الجاري، فيما زادت الهجمات، بحسب احصاءات الحلف الاطلسي (ناتو)، بنسبة 59 في المئة في الفترة الممتدة من كانون الثاني (يناير) الى ايار (مايو) مقارنة بالعام الماضي (5222 هجوماً في مقابل 3283 عام 2008). وأشار الجنرال الاميركي الى ان رفع عدد قوات الامن الافغانية الى 232 الفاً قبل نهاية 2012 «قد لا يكون كافياً»، علماً ان وزير الخارجية الافغاني رانجين دادفار سبانتا كان ابدى الشكوك ذاتها الثلثاء، مطالباً رفع عدد رجال الشرطة والجنود الافغان من 160 الف حالياً الى 400 الف. في غضون ذلك، وافق وزراء الدفاع في الحلف الاطلسي (ناتو) خلال اجتماع في بروكسيل على تعزيز بنية قيادة الحلف في افغانستان، والذي يطالب به الاميركيون لتكثيف العمليات العسكرية ضد «طالبان». وأعلن جيمس اباثوراي الناطق باسم الحلف ان الحلفاء وافقوا على مبادئ عامة» لتعديلات اقترحها وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، «فيما ما زالت تفاصيل التطبيق تحتاج الى نقاش بين الحلفاء». وأوضح ان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال الذي سيتولى قيادة الجيش الاميركي وقوات «الاطلسي» في افغانستان سيركز على الاستراتيجية العامة مع الاشراف على قيادتين آخريين استحدثتا اخيراً، وستهتم احداهما بالتكتيك اليومي والثانية بشؤون تدريب الجيش والشرطة الافغانيين. ميدانياً، قتل ستة مدنيين افغان في حادث سير، وخلال معركة اندلعت بين قوات الحلف الاطلسي ومتمردي «طالبان» في ولاية كونار (شرق)، حيث غالبية الجنود الاجانب من الاميركيين. وأشار الحلف الى ان سيارة تابعة له اصطدمت بشاحنة افغانية في منطقة خاس بكونار، ما ادى الى مقتل اربعة مدنيين، فيما سقط مدنيان في اطلاق نار نتج من مواجهات بين جنود الحلف والمتمردين في منطقة شابا دارا. واتهم مدنيون هذا الاسبوع القوات الاميركية باطلاق قنبلة على حشد من السكان في اسد اباد عاصمة كونار، ما ادى الى مقتل ثلاثة افغان وجرح 58 آخرين. لكن الجيش الاميركي نفى هذه الرواية وبث شريط فيديو افاد بأن القنبلة من صنع سوفياتي. وقتل جندي بريطاني في انفجار قنبلة خلال عملية نفذت قرب ولاية قندهار (جنوب)، ما رفع الى 167 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا منذ اطاحة نظام «طالبان» من افغانستان نهاية عام 2001. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اعلن في 29 نيسان (ابريل) الماضي ان القوة البريطانية سترفع موقتاً من 8300 الى 9 الآف جندي بهدف تعزيز الامن، استعداداً للانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل.