باشرت قوات الجيش اليمني، تدعمها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، عملية عسكرية واسعة لفك الحصار المفروض على مدينة تعز منذ ثلاث سنوات، وتحرير ما تبقى من المحافظة بيد الحوثيين، في وقت تواصل جماعتهم نهب مقدرات الدولة اليمنية على نطاق أوسع، من خلال إنشاء شركات خاصة تهدف إلى بيع مؤسسات الدولة لجلب الأموال التي تعاني نقصاً شديداً نتيجة الإنفاق العسكري المفرط. سياسياً، بحث سلطان عُمان قابوس بن سعيد مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وكان جونسون وصل إلى مسقط مساء الأربعاء في إطار زيارة تشمل أيضاً المملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. ووفق بيان لوزارة الخارجية البريطانية، سيبحث جونسون في الرياض أزمة اليمن، إلى جانب التصدي لنشاط إيران الذي يزعزع استقرار المنطقة. ميدانياً، دعا محافظ تعز أمين أحمد محمود المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى «الوقوف صفاً واحداً إلى جانب الجيش الوطني خلال العملية العسكرية». وأضاف أن «كابوس الإرهاب الحوثي في طريقه إلى مزبلة التاريخ، وهناك فجر جديد ومستقبل زاهر يليق بالتضحيات والطموح في طريقه إلى الشروق». وأوضحت قيادة محور تعز العسكري في بيان أمس، أن «عملية فك الحصار عن المدينة شهدت تقدماً ملحوظاً لقوات الجيش اليمني في قطاعي المدينة الشمالي والشمالي الغربي». وأشادت بدور التحالف الذي كبّد ميليشيات الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، من خلال ضربات مركزة ودقيقة استهدفت آليات الميليشيات وتعزيزاتها. وقال نائب الناطق باسم محور تعز العقيد عبدالباسط البحر إن «الجيش هاجم مواقع الميليشيات في عملية عسكرية من محاور عدة، أبرزها الزنوج وأطراف الدفاع الجوي والحوجلة وجبل الوعش والأربعين». وأكد استمرار العملية العسكرية «لتطهير المنطقة الشمالية الغربية من الحوثيين». وشنت طائرات التحالف صباح أمس غارات عدة على مواقع الميليشيات وتجمعاتها شمال تعز وغربها. وأكد شهود أن «القصف استهدف مركز قيادة الميليشيات غرب المدينة، على الطريق الرابط بينها والحديدة. من ناحية أخرى، قُتل القياديان في جماعة الحوثيين حسن حسين سليمان درهم ومحمد أحمد النعمي، فيما أُسر القيادي منصور علي ناصر دبا خلال معارك في جبهتي ميدي وصعدة. وأكد القيادي في الجيش اليمني العقيد حمود هشام، استمرار المعارك في رازح، وسط تقدم كبير للجيش وفرار جماعي للميليشيات، مشيراً إلى أن «تحرير رازح يُمثل مفتاحاً لتطهير صعدة التي تعد معقل الحوثيين الرئيس». وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) بأن قوات التحالف عثرت على مخازن أسلحة وقذائف وصواريخ تابعة للحوثيين، ومستودعات ضمّت كميات كبيرة من الألغام والعبوات في الساحل الغربي اليمني. إلى ذلك، أعلن رئيس وزراء حكومة الانقلابيين الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور، خلال اجتماع مع رجال الأعمال وكبار التجار في صنعاء، تأسيس «شركة مساهمة يمنية للاستثمارات الاستراتيجية»، تتولى تقديم الخدمات المنوطة بالوزارات والهيئات الحكومية. وأفادت قناة «سكاي نيوز عربية» أمس بأن «مشروع الشركة يقضي ببيع العديد من المؤسسات الحكومية المسؤولة عن النفط والغاز والطاقة والاتصالات والبناء والثروة السمكية والقمح والمطاحن». ونقلت عن مراقبين قولهم إن «الميليشيات لجأت إلى خيار بيع مؤسسات الدولة بعد أن أفرغت الخزينة العامة بالإنفاق على حروبها». وأشاروا هؤلاء إلى أن الحوثيين يستهدفون من بيع المؤسسات العامة نهبَ وامتصاص ما تبقى من أموال التجار والمواطنين، من خلال هذه الشركة المزعومة التي لفتت حكومة الانقلابيين إلى أن رأس مالها يصل إلى 100 بليون ريال يمني (400 مليون دولار). ويتضمن أحد المشاريع «إنشاء خزانات للمشتقات النفطية والغاز»، ما يعني عملياً إزاحة شركة النفط اليمنية عن دورها في هذا المجال، إضافة إلى دعوات أخرى «لإنشاء مشاريع اتصالات الهاتف النقال والجيل الرابع».