بعد يوم من تصريحاته التي رحب فيها بانخفاض الدولار، ما أدى إلى هبوط العملة الأميركية، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن إدارة الرئيس ترامب لا تسعى إلى خوض حروب تجارية، لكنها ستدافع عن مصالحها الاقتصادية. وفي مؤتمر صحافي في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في «دافوس»، قلل منوتشين من شأن تصريحات أدلى بها أول من أمس بأن انخفاض الدولار يصب في مصلحة الولاياتالمتحدة لأنه مرتبط بالتجارة والفرص، قائلاً إن تصريحاته «متوازنة ومتسقة». وتنظر الأسواق إلى هذه التصريحات على أنها خروج عن السياسة التقليدية الخاصة بالدولار. وأثارت هذه التصريحات تحذيرات مبطنة من جانب وزراء المال الأوروبيين في وقت وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى «دافوس» للترويج لسياسة «أميركا أولاً». وقال منوتشين: «في الحقيقة، اعتقدت أن تصريحاتي بشأن الدولار كانت واضحة تماماً أمس... ظننت في الواقع أنها متوازنة ومتسقة مع ما قلته سابقاً من أننا لسنا قلقين من مستوى الدولار في المدى القصير». وأضاف أن هناك «ميزات ومساوئ لمستوى الدولار في الأجل القصير»، مشدداً على أن الولاياتالمتحدة تريد منافسة اقتصادية عادلة... نريد تجارة حرة وعادلة ومتبادلة. لذا أعتقد أن الأمر واضح جداً. لا نتطلع للدخول في حروب تجارية. وعلى الجانب الآخر نسعى إلى الدفاع عن مصالح أميركا». لكن وزيري مال فرنسا وإيطاليا عبرا عن قلقهما في شأن تصريحات منوتشين التي دفعت الدولار للانخفاض لأدنى مستوى في سنوات. وقد يضر صعود اليورو، الذي ارتفع لأعلى مستوى في ثلاث سنوات مقابل الدولار، الاقتصاد الأوروبي، إذ يجعل صادرات الاتحاد أقل قدرة على المنافسة. ويهدد أيضاً بتعقيد خروج البنك المركزي الأوروبي من السياسة النقدية الشديدة التيسير التي دامت سنوات. وقال وزير المال الفرنسي برونو لومير: «نريد مستويات عملة تنسجم مع العوامل الاقتصادية الأساسية»، مضيفاً أن هذا هو الموقف الرسمي لمجموعة السبعة التي تضم الولاياتالمتحدة. وأضاف: «نأمل أن يظل هذا هو الموقف المشترك لأنه الموقف المسؤول من وجهة نظر اقتصادية». وقال نظيره الإيطالي بيير كارلو بادوان، إن تصريحات منوتشين تذكره بالسياسة الأميركية في السبعينات، وعبر عن قلقه من نشوب حرب تجارية. وأشار وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند في اجتماع مع منوتشين، إلى أن الجنيه الاسترليني، الذي هوى بعد التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، بدأ يصعد. وقال ملتفتاً إلى منوتشين: «ويبدو أننا نشهد مزيداً من التعافي، شكراً جزيلاً». وبعد تصريحات منوتشين، نفى وزير التجارة ويلبور روس أن يكون زميله يدافع عن انخفاض الدولار، لكنه حين سئل عن أخطار نشوب حروب تجارية قال في تصريح إلى تلفزيون «سي أن بي سي»: «هناك حرب تجارية قائمة منذ فترة». وأعلن في مؤتمر صحافي صباح أمس، أن هناك «أناساً يستخدمون بعض الممارسات الشرسة ضدنا ونحن لا نهاب ذلك». يأتي ذلك بعد يوم من تحذير زعماء أوروبيين من زيادة النزعة القومية والحماية التجارية، من دون أن يخصوا الولاياتالمتحدة بالذكر. وأشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحافية في بكين أمس، إلى أن الزعماء الصينيين ملتزمون بالانفتاح. وقالت: «أعتقد أن الجميع لاحظ بالفعل أن في نهاية العام الماضي اتخذت الصين خطوات فعلية لتيسير قطاعها المالي ودخول الآخرين إلى السوق بدرجة كبيرة». وقال منوتشين إنه اجتمع مع المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني شي جينبينغ وأجرى «حواراً جيداً جداً ومفتوحاً»، إذ تحدثا بشأن التجارة والعقوبات على كوريا الشمالية. وأضاف: «نعكف معاً على العمل بخصوص مسألة العجز التجاري، في ظل الرغبة المشتركة في خفض العجز التجاري. تحدثنا عن بعض الأفكار المحددة جداً لدى كل منا في ما يتعلق في هذا الشأن». ورداً على سؤال عن المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك لإعادة صياغة اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، قال روس: «إن الأكثر أهمية هو التوصل لاتفاق ملائم بدلاً من اتفاق سريع».