أصدرت الأمانة العامة لسوق عكاظ كتاباً بعنوان «سوق عكاظ... عنقاء الجزيرة العربية» في طبعة فخمة من إعداد وتصميم المحترف السعودي. والكتاب الذي يقع في 135 صفحة من القطع المتوسط، يتضمن سبعة فصول بمقدمة وخاتمة، إذ يتحدث الفصل الأول عن «عكاظ» في التاريخ والتجارة، فيما وصف الفصل الثاني من الكتاب عكاظ كمرجل لغوي كبير، وتحدث الفصل الثالث عن المعلقات وأصحابها، والرابع عن شعر عكاظ، فيما شرح الفصل الخامس زيارة سوق عكاظ، وحوى الفصل السادس شهادات مثقفين حول سوق عكاظ، أما الفصل السابع فيتحدث عن السوق بصفتها عنقاء تبعث من الرماد. وتطرقت فاتحة الكتاب إلى «سوق عكاظ»، كملتقى أدبي يتبارى فيه الشعراء، إضافة إلى ارتباطها بالتجارة والحروب، وأنها كانت ملتقى للهجات العرب، وائتلافاً للقلوب مع المصالح، ومعقداً للعهود والأحلاف. قسم الشعر في الكتاب إلى فصلين، الأول يتحدث عن الشعر في عكاظ (الفصل الثالث) وعكاظ في الشعر (الفصل الرابع)، فعكاظ في الشعر تناول المعلقات وأصحابها وعن عدم اتفاق الإخباريين على عدد المعلقات، فابن عبدربه الانلسي وصاحب المقدمة رأيا أنها سبع، ورأى ابن النحاس أنها تسع. ويعتقد أن سبب الاختلاف أن ما القي من أجمل قصائد الشعر المطولات في سوق عكاظ، كان يدخل في تصنيف المعلقة، فأدرج بعضهم في هذا الصنف قصائد لم يدرجها آخرون، لكن كثرتهم اتفقوا على سبع على الأقل، وكانوا يسمونها السبع الطوال أو المذهبات، لان الجاهليين كان يخطونها بماء الذهب ليعلقوها على أستار الكعبة. ثم تناول الكتاب تعريفاً بأسماء الشعراء وعرضاً لمعلقاتهم السبع كامرئ القيس وطرفة بن العبد وعمرو بن الكلثوم وعنترة العبسي وزهير بن أبي سلمى ولبيد بن ربيعة والحارث بن حلزة. وبدأ فصل «عكاظ في الشعر» بالإشارة إلى فتنة الحرورية التي قضت عليها وغيبتها 13 قرناً، ًظلت سوق عكاظ في ضمير الذين عرفوها وعرفوا معناها المحوري في حياة العرب عموماً. وأشار الكتاب إلى أن أول من يذكر من شعراء العصر الحديث ممن جاؤوا على ذكر «عكاظ» هو شاعر النيل حافظ إبراهيم يليه أمير الشعراء أحمد شوقي، أيضاً «عكاظ» لم تغب عن عدد من الشعراء كحسن القرشي والشاعر اليمني أحمد المروني، وكان لنزار قباني حين اشتكى وتذمر من حال العرب كان لعكاظ نصيب من شعره. والكتاب في مجمله تعريف بسوق عكاظ، وإعادة إحيائها في العهد السعودي، كما يلخص الكتاب نشأة السوق قبل الإسلام، حتى توقفها سنة 129ه، وقصتها بعيد تحديد مكانها وموقعها الجغرافي في العهد السعودي. وإحياؤها بعد 1300 سنة وإعادتها إلى سابق عهدها ومجدها.