الهلال والاتحاد وجهاً لوجه في مواجهة آسيوية لا تقبل القسمة على اثنين، تتجلّى أهميتها لدى الاتحاد في تغييرات عدة أحدثت ليتحقق المراد وهو التأهل في بطولة «العميد» المفضلة، التي وإن غاب عن غيرها من دوري وكأس محلياً يحضر فيها وبقوة، أليست الآسيوية لعبة اتحادية لا يجيدها غير «عميد الأندية» ولاعبيه؟ فهي خارج حسابات الفوضى الإدارية والتخبط التدريبي، حيث يبقى كل ذلك خارج الملعب عندما تذكر آسيا، أليس الاتحاد هو الفريق السعودي الوحيد الذي كان الأول في مجموعته رغم كل ما يحدث له؟ الاتحاد في آسيا مختلف كلياً عن الاتحاد المحلي، وشواهد كثيرة تدعم ذلك ليس في هذه البطولة فقط بل في سجل دوري أبطال آسيا منذ الأزل، والاتحاد يريد الآن استثمار التاريخ لصالحه في المباراة المقبلة مع الهلال، لذا هو يعمد لإراحة لاعبي الفريق وإبعادهم عن ضغط المباريات بعد ضمان التأهل الآسيوي، ومباراته مع الفريق الأوزبكي أكبر دليل على أنه يدخر مجهود لاعبيه للمباراة الأهم التي ستكون على أرضه، ويسعى فيها لمصالحة جماهيره على حساب الهلال بطل الدوري والكأس، فبها سينسى الاتحاديون الإخفاقات السابقة، وسيمضي الفريق قدماً في بطولة آسيا، بعد أن يزيح عن طريقه عقبة كبيرة متمثلة في «الزعيم»، ثم هو يلغي عقد مدربه أوليفيرا ويحضر «عراب البطولات» ديمتري الذي كانت له مع الهلال صولات وجولات، ويكفي أن تتذكر الجماهير بطولة الدوري التي طارت من يد الهلال في مباراة تحديد بطل الدوري وعلى أرضه وبين جماهيره، رغم تقدمه بهدف السبق عندما قلب مدافعا الاتحاد أسامة والمنتشري النتيجة ل «اتحادية». هذه المعطيات تؤكد أن الآسيوية للاتحاديين وضع خاص يجيدون التعامل معه بعقلانية واحترافية، وطالما حققوا فيها نتائج مبهرة، هم مؤهلون لتكرارها بامتياز بغض النظر عمن يقابلون هلال أو غيره، أما الهلال فحكايته مع آسيا حكاية لم يجد الهلاليون قراءة فصولها حتى الآن، ففي كل موسم يخرجون من أحد الأدوار التمهيدية وهم مرشحون لذلك، وهذه المرة لأن خصمهم ببساطة هو «العميد»، وآسيا لديه خط أحمر حتى لو تكالبت الظروف الإدارية كافة أو تعاقب المدربون أو كبر سن اللاعبين كما يردد الإعلام كثيراً هذه الأيام، ورغم كل شيء تبقى بطولة مفضلة تحدث التغيير المطلوب نفسياً، ليعود الاتحاد من جديد للانطلاق والمنافسة على البطولات. منيرة القحطاني [email protected]