يرى الناقد والمترجم المصري حامد أبو أحمد أن «الترجمة في العالم العربي تفتقر إلى وجود خطة واضحة، ومن ثم فالكتاب الواحد يترجم أكثر من مرة». ويشير إلى «واحدة من كبرى مشكلاتنا في العالم العربي وهي أننا لا نقرأ عملاً إلا إذا أثيرت حوله ضجة». جاء ذلك في باكورة ندوات الموسم الصيفي للهيئة المصرية العامة للكتاب عن «سلسلة الجوائز كمشروع لترجمة الأدب العالمي»، وقد دشنتها نائب رئيس تحرير السلسلة سهير المصادفة بالرد على عدد أسئلة لم يطرحها أحد، فأوضحت أن هذه السلسلة ليست من منحة أجنبية كما يزعم الكثيرون، لكنها من موازنة هيئة الكتاب. وقالت إن الانحياز فيها إلى الرواية «لأن العالم كله ينحاز الآن إلى السرد، فجائزة «نوبل» في الأعوام العشرة الأخيرة لم تُمنح إلا لشاعر أو اثنين». ولعل ما قدمت به المصادفة ندوتها أثار الكثير من السجال، فذهبت المترجمة الجزائرية إيمان رياح إلى أن ترجمة الشعر قد تكون صعبة لكنها ليست مستحيلة. أما الكاتبة والمترجمة سحر توفيق فتحدثت عن الرواية التي ترجمتها ولم تصدر بعد في سلسلة «الجوائز» وهي «العشب يغني» لدوريس لسنغ، قائلة إنها الرواية الأولى للسنغ. ورفضت توفيق أن تقتصر «السلسلة» على ترجمة الأدب الحاصل على جوائز، لأن هناك أعمالاً مهمة كثيرة لم تفز بجوائز قط. ورأت: «إننا في العالم العربي لدينا ما يستحق أن يترجم وأن يحصل على جائزة نوبل أيضاً، لكن الغرب لا يترجم إلا وفق قياسات مسبقة، فهو لا يحتفي بكاتبة إلا إذا كانت تكتب عن العوالم السرية للمرأة، لأنه ما زال ينظر إلينا من خلف المشربية، ومن ثم فهناك ظلم في مقدار ما يترجم من أدبنا إلى اللغات الأخرى». وأكد «شيخ» المترجمين عن الألمانية مصطفى ماهر أن ليس شرطاً أن تكون الأعمال الحاصلة على جوائز هي الأفضل، فهناك الكثير من الكتاب المهمين الذين ماتوا ولم يحصلوا على جائزة واحدة. وقال إن الكثير من الأعمال العربية المترجمة إلى لغات أخرى لا تصدر غالباً في أكثر من طبعة، وكثير منها يحدث كنوع من التكريم والمجاملة. وتضامن ماهر مع سحر توفيق في أن الغرب يترجم وفق قياسات لديه، وأوضح أننا في بلادنا لا نعرف ثقافات من حولنا ولا حتى ثقافتنا.