بدأ المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أعماله اليوم (الثلثاء)، وسط أجواء تفاؤل لدى نخبة الأعمال والمال، وهي المستفيدة الأكبر من الانتعاش الاقتصادي الذي لا يشمل قسماً كبيراً من العالم. وأقر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في افتتاح المنتدى بأن العولمة «تفقد بريقها»، لكنه حذر من أن إقامة جدران تجارية جديدة ليس حلاً. وأكد أن الهند ستمثل قدوة بفتح أبوابها أمام الاستثمارات الخارجية. وقال: «يبدو وكأن مساراً عكسياً للعولمة يحدث. إن التأثير السلبي لهذا النمط من العقلية والأولويات الخاطئة لا يجب أن تعد أقل خطورة من التغير المناخي أو الأرهاب». وأضاف: «في الوقع الجميع يتحدثون عن عالم متصل ببضعه البعض، لكن علينا قبول حقيقة أن بريق العولمة يخبو». وأشار مودي إلى أن «الحل لهذا الوضع المقلق ليس الانعزالية. الحل له هو فهم وقبول التغيير ووضع سياسات مرنة في زمن متغير». وتعد هذه المشاركة هي الاولى لرئيس حكومة هندي في دافوس منذ 1997. وتبلغ أعمال المنتدى المنعقد في الجبال السويسرية على مدى أسبوع ذروتها مع خطاب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، يأتي بعد سنة على توليه منصبه بعد حملة انتقدت بشدة ذلك الاجتماع العالمي. وبرزت شكوك حول مشاركة ترامب في أعقاب شلل الإدارات الفيديرالية بعد خلافات في الكونغرس الاسبوع الماضي. لكن تم التوصل إلى اتفاق الاثنين سمح له بالسفر، بحسب البيت الأبيض. وما يضعف البيانات المتفائلة حول الاقتصاد العالمي تحذيرات للتجمعات النخبوية مثل دافوس، بأن عليها البحث عن حقوق لجميع الأشخاص على اختلاف مداخيلهم، فيما يقوم «واحداً في المئة» بجمع ثروات لا تحصى بعد عقد على أزمة مالية كبيرة. وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لدى تقديمها توقعات متفائلة للنمو العالمي الاثنين: «بالتأكيد يجب أن نتشجع، لكن لا يتعين أن نشعر بالرضا». وأضافت أنه «قبل كل شيء لا يزال هناك العديد من الاشخاص خارج الانتعاش والنمو المتسارع». وأكدت شركة المحاسبة «بي.دبليو.سي» التوقعات الايجابية لصندوق النقد مع دراسة تشير إلى بلوغ مؤشر الثقة نسبة قياسية بين رؤساء الشركات على مستوى العالم. وتحدثت المنظمة الخيرية البريطانية «اوكسفام» عن اقتصاد عالمي تجمع فيه قلة من الأثرياء ثروات لا تحصى، فيما مئات ملايين الأشخاص «يكافحون للعيش على خط الفقر». وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة ويني بيانييما ان «فورة أصحاب البلايين ليست مؤشراً إلى اقتصاد مزدهر بل مؤشر إلى فشل النظام الاقتصادي». وكان البابا فرنسيس حذر في رسالة وجهها للمنتدى من أن «النقاشات حول التقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي يجب أن لا تحل مكان القلق في شأن البشرية ككل». وقالت رسالة الحبر الأعظم: «لا يمكن أن نبقى ساكتين أمام معاناة الملايين الذين تُمتهن كرامتهم».