أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس (الجمعة)، ان بلاده «بحاجة» ألمانيا لإصلاح الاتحاد الأوروبي، قبل يومين من تصويت حاسم بالنسبة لتشكيل الائتلاف الحكومي في برلين بين المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي في قصر الاليزيه مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل: «ما استطيع بكل بساطة قوله ان الطموحات التي نحملها بحاجة لتتضافر مع الطموحات الالمانية لتتحقق». من جهتها، اعتبرت المستشارة انه «من الضروري ان تكون هناك حكومة مستقرة في ألمانيا للتحرك في اوروبا». وسيعقد الاشتراكيون الديموقراطيون الألمان مؤتمراً غداً للتصويت على مشروع الائتلاف مع المحافظين، وفي حال تم رفض الائتلاف سيشكل الامر صفعة لميركل. واضافت ميركل «انا مرتاحة للطريق الذي نسلكه، واعتقد ان كثيرين من الذين سيشاركون في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي سيعملون لنصل الى اجراء مفاوضات حول الائتلاف، الا ان القرار يبقى حصراً بايدي الاشتراكيين الديموقراطيين في المانيا». ورفض ماكرون التعليق على انتخابات الاشتراكيين الديموقراطيين الاحد. وأوضح «سأمتنع عن تقديم تكهنات حول اي تصويت»، الا انه اشار الى ان الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه في المانيا في ال 12 من كانون الثاني (يناير) الماضي بين المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين يبقى «حاملا لطموح حقيقي للمشروع الاوروبي». وسيصوت مندوبو الحزب الاشتراكي الديموقراطي ال 600 على هذا الاتفاق المبدئي، وفي حال الموافقة عليه تتواصل الاتصالات لتشكيل الحكومة. وتابع ماكرون «لدى ميركل طموح أوروبي، وقادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي عبروا عن طموحات اوروبية، والنص المشترك يحمل ايضا الطموح نفسه». ويدعو ماكرون الى تعزيز منطقة اليورو، ما يجعله قريباً من وجهات نظر الاشتراكيين الديموقراطيين في شأن الملف الاوروبي. في حين أبدى المحافظين الالمان تحفظا على المشروع الاوروبي لماكرون الذي يتضمن اندماجا اقتصاديا اكبر. إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال بمناسبة الذكرى ال 55 لاتفاقة الإليزيه أن الرئيس ايمانويل ماكرون يمثل «فرصة تاريخية» لدفع المشروع الاوروبي قدما. وقال وزير الخارجية الاشتراكي الديموقراطي في تصريح خطي بمناسبة توقيع المعاهدة الالمانية الفرنسية في 1963: «علينا ان ننتهز الفرصة التاريخية السانحة الآن بوجود هذا الاوروبي المؤمن بالتكامل ايمانويل ماكرون». ويرى غابريال ان هذا يعني بشكل رئيسي التقدم «في اصلاح الاتحاد الاقتصادي والنقدي»، المسألة التي تقدم الرئيس الفرنسي بمقترحات عملية عدة في شأنها، مثل وضع موازنة خاصة في منطقة اليورو وتعيين وزير للمال وإنشاء برلمان لها. وتبدو هذه الرسالة الى ماكرون اقرب الى انتقاد موجه الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي يشير الحزب الاشتراكي الديموقراطي باستمرار الى فتور ردودها على مقترحات ماكرون حول الاصلاحات الاوروبية. وكان غابريال أشار في الصحف الالمانية أخيراً إلى تقدم فرنسا على المانيا «في مجال المبادرات السياسية لأوروبا»، مؤكدا ضرورة قلب هذا التوجه. ودعت فرنسا في الماضي الى اوروبا بسرعات متفاوتة اذا لزم الامر حتى لا تتوقف البلدان الراغبة في السير قدما في الاصلاحات والتكامل. وقال غابريال حول هذه النقطة ان «المانياوفرنسا يجب ان تعملان معا لحماية تلاحم الاتحاد الاوروبي بدلا من زيادة الانقسامات». واضاف «من دون ذلك، سينتهي الامر باتحاد اوروبي غير موجود سوى على الورق».