استضافت الكويت المؤتمر الدولي السادس «علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر»، بمشاركة باحثين من 15 دولة، ناقشوا 45 ورقة بحثية تناولت العلاقات السياسية والتاريخية بين دول المحيط الإقليمي الذي نتحرك فيه اليوم، وما تحظى به من إرث حضاري وقوة اقتصادية، وتاريخ راسخ بين حضارات الأمم الأخرى. وسلّط المؤتمر الضوء على علاقات الصداقة والتواصل التي تجمع بين سلطنة عُمان وأشقائها وأصدقائها، فعمان عبر تاريخها الكبير أنتجت فكراً وثقافة وضربت أروع الأمثلة في التسامح واحترام الغير، وساهمت في دعم رسالة الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما بزغ فيها علماء أنتجوا علماً في مختلف المجالات، ونبغ العمانيون في علم الفلك الذي كان له دور كبير في بناء أساطيل بحرية شقَّت عباب البحار واكتشفت طرقاً ومسارات بحرية ساهمت في تطور التبادل التجاري عبر القارات. وكان لهذه الحنكة البحرية دور رائد في التواصل مع مختلف حضارات العالم وبث رسالة الإسلام التي ترسى عليها سلطنة عُمان دعائم نهضتها الحديثة وانفتاحها الخارجي. ودرس المؤتمر علاقات عُمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر في مجالات التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري والثقافي، وتجلي عناصر الوحدة بين أقاليمها، وثراء التنوع في مجتمعاتها، والاستمرار والتغيير في عاداتها وتقاليدها، وأوضح كيف كانت عُمان نقطة تقاطع للدول المطلة على المحيط الهندي والخليج وارتباطها التاريخي، والجغرافي، والسياسي والاقتصادي، والحضاري والعمراني والإنساني بالاقتصاد العالمي، وهو ما أبرزته المجلدات والكتب التي نشرتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إضافة إلى المؤتمرات السابقة التي نظمتها الهيئة في سلطنة عُمان وتركيا وزنجبار وبوروندي وفرنسا وجمهورية جزر القمر. على مدار ثلاثة أيام نوقشت خمسة محاور رئيسة. المحور الأول التاريخي والسياسي تناول دور التجار العُمانيين والمسلمين في إقامة علاقات تجارية وسياسية وحضارية ونشر الإسلام في دول المحيط الهندي في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، وتحديد أثر الاحتلال الأجنبي على حركة التواصل التجاري والاجتماعي مع عُمان ودول الخليج، إلى جانب الإسهام العُماني في انتشار الإسلام في دول المحيط الهندي. المحور الثاني درس دور الظروف المناخية والجغرافية في تعميق التواصل بين العُمانيين ودول المحيط الهندي والخليج في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، ودور حركة القبائل العُمانية وأثرها على الترابط الأسري والعادات والتقاليد بين دول الخليج، كذلك الإشارة إلى الأصول السكانية، ودراسة أثر الهجرات على طبيعة العلاقات والتنوع بين الأقوام السكانية، إضافة إلى دراسة أهمية المدن الساحلية وحركة الإبحار العُمانية إلى دول المحيط الهندي والخليج، وأهمية حركة الملاحة والتواصل البحري بين الموانئ العُمانية ودول المحيط الهندي والخليج. وفي المحور الاقتصادي والاجتماعي تطرق المشاركون إلى دراسة وتحليل دور التجار والعلماء العُمانيين في نشر الإسلام والثقافة العربية في دول المحيط الهندي في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، إلى جانب دراسة أثر التفاعل الاقتصادي بين العُمانيين ودول المحيط الهندي والخليج. وفي المحور الرابع الأدبي واللغوي والثقافي ابرز المؤتمر دور الأنشطة العلمية والثقافية ومنها حركة التأليف ونظام التعليم ووسائله ومؤسساته في عُمان ودول المحيط الهندي والخليج وأثر اللغة العربية على اللغات في دول المحيط الهندي وعلاقاتها باللغات المحلية. المحور الخامس عن الوثائق والمخطوطات والآثار من حيث أهميتها في حفظ وصيانة وتأمين الذاكرة الوطنية لدول المحيط الهندي والخليج العربي، وتحليل تفاعل الدور الأوروبي وتأثيره على مكونات الوثائق والمخطوطات في دول المحيط الهندي والخليج. وجاءت توصيات المؤتمر تؤكد ضرورة تجنب منطقة الخليج العربي ويلات الحرب وأن تعود العلاقات الخليجية - الخليجية إلى سابق عهدها، وأن تتجنب الدخول في حروب وأن تقوم علاقات اقتصادية واجتماعية وسياسية مع الجميع مما يحق أمن الخليج العربي.