من يعش في دمشق هذه الأيام، يكتشف حجم مأساة أن تستقبل مدينة تتسع لثلاثة ملايين نسمة، عشرة ملايين جاؤوا من المدن التي تهدمت. هذه «الجموع البشرية» خلقت أزمات كثيرة أهمها أزمة المواصلات التي يحاول السوريون كل يوم طرح مبادرات لحلها من «أوتو ستوب» أو» يللا على البسكليت» إلى «السرفيس التاكسي» ولعل آخرها «باكسي» الدراجة التي تعمل على الكهرباء وتستعد للدخول إلى أسواق دمشق قريباً. «باكسي» أو ال«توك توك السوري» ستطرح في الأسواق بعد أن وافقت عليها محافظة دمشق، وهي من فئة راكب وراكبين ستعمل في شوارع دمشق عدا الأوتسترادات. لاقت الوسيلة الجديدة ردوداً في وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض. فكتب أحدهم مقترحاً العودة لاستخدام الحيوانات للتنقل «لأن العالم يتجه إلى التاكسي الطائر ونحنا بدنا نجرب التوك توك» وتساءل آخر عن كيفية عمل الدراجة في شوارع كلها حفر ومطبات «السيارات يالله عم تمشي». في المقابل رحب آخرون بهذه الوسيلة ،أياد الطالب الجامعي عبّر عن رغبته في أن تكون وسيلة فعالة وبأقل خسائر مادية. ويدافع صاحب مشروع «باكسي» بشار أبو قرة عن مشروعه بقوله «المشروع ليس جديداً وهو موجود في أغلب عواصم العالم»، مستغرباً اعتبار المشروع «ظاهرة للتخلف وحكموا عليه قبل انطلاقه أصلاً» موضحاً لصحيفة «الوطن» «أن المشروع يحفظ سلامة الراكب من طريق مظلة حديدية، وكرسي مع نوابض لحمايته من المطبات وحزام أمان». وأشار إلى أن التسعيرة ستكون 25 ليرة للدقيقة الواحدة، ومدة التوصيل وسطياً ستتراوح بين (8 و10) دقائق وبالتالي فإن التكلفة ستكون بين دولار ونصف دولار. «باكسي» هي أحد المظاهر التي خلفّتها الحرب فمع الازدحام الكبير الذي تشهده العاصمة، وغلاء أسعار التنقل بالسيارات العامة انتشرت ظاهرة أخرى منها «أوتوستوب» التي باتت منتشرة بكثرة ، يتبعها الكثير من طلاب الجامعات والنساء وغالبيتهم يقفون عند حواجز الجيش للطلب من أصحاب السيارات الخاصة اصطحابهم لأقرب مكان إليهم. كما انتشر ركوب الدراجات الهوائية كوسيلة نقل أساسية وأقل تكلفة وأطلقت مبادرات عدة بهذا الخصوص منها «يللا على البسكليت».