يفتتح وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، اليوم فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر يورومني السعودية 2011، في الرياض، والتي تستمر يومين. ويأتي عقد المؤتمر الذي تترقبه الأوساط الاقتصادية والاستثمارية كل سنة خلال فترة حاسمة، يسود فيها القلق دول المنطقة بسبب الاضطرابات السياسية التي تحدث فيها، بينما يقف الاقتصاد السعودي على أعتاب نمو قوي. وأوضح مدير مؤتمر يورومني السعودية 2011 ريتشارد بانكس أن «الاضطرابات التي تحيط ببعض مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والطلب القوي في أسواق آسيا دفعا أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، واستفادت المملكة العربية السعودية التي تملك أكبر احتياط نفطي في العالم من تلك التطورات التي انعكست إيجاباً على موازنة الدولة القياسية هذا العام». غير أن بانكس تساءل: «إلى أي مدى تستطيع المملكة العربية السعودية تحقيق النمو الاقتصادي بالاعتماد على القطاع العام؟»، مشيراً إلى أنه سيطرح على طاولة الحوار خلال المؤتمر تنويع مصادر التمويل في السعودية على المدى الطويل، وعدم الاعتماد على النفط بمفرده. وأشار إلى أنه من الملاحظ تأثر القطاع الخاص أيضاً بفضل الموازنة الحكومية القياسية وأسعار النفط المرتفعة، إذ تظهر بوادر انتعاش تدريجي في أداء هذا القطاع. وتشير دراسة أعدتها جدوى للاستثمار، إلى انخفاض نسبة القروض إلى الودائع، ما يتيح مجالاً أوسع للإقراض في المستقبل، وشهدت المملكة العربية السعودية خلال الربع الأول من العام الحالي ارتفاع نسبة الإقراض إلى 2,9 في المئة، والتي تعد الأعلى منذ احتدام الأزمة المالية في عام 2008، وأدى هذا الارتفاع إلى انتشار التفاؤل بنمو رغبة البنوك في تحمل المخاطر. وذكر بانكس أن أبعاد هذه القضية وتطوراتها ستطرح خلال جلسات مؤتمر يورومني العشرة، وورش العمل التي سيقودها رعاة المؤتمر البنك الأهلي، وبنك إتش إس بي سي. وأكد بانكس، أن حكومة المملكة وضعت أسساً راسخة للنمو الاقتصادي في البلاد، وعلى القطاعين العام والخاص بناء أطر العمل التي تضمن المحافظة على هذا الزخم، وسيجمع «يورومني» صناع القرار من كل القطاعات لاستشراف التوجهات المستقبلية للتنمية الاقتصادية في البلاد. ويتميز مؤتمر يورومني السعودية باستقطابه لكبار صناع القرار المحليين والدوليين من القطاعين الحكومي والأهلي، وعلى رأسهم محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر، ورئيس مجلس إدارة شركة جيه بي مورجان أوروبا المحدودة مارك جارفن، والرئيس التنفيذي للعمليات في وكالة موديز مايكل مادلين، والرئيس الدولي لإدارة الدخل الثابت في بنك BNP باريباس فريدريك جانبون، إضافة إلى شخصيات قيادية ستثري أعمال المؤتمر بمشاركتها. ويستقطب المؤتمر هذا العام شخصيات ووفوداً من 30 دولة حول العالم، ويستضيف 60 متحدثاً ومشاركاً من كلا القطاعين العام والخاص.