على رغم وجود عشرات الجهات في «المعرض السعودي الثاني لفرص التوظيف والتأهيل»، إلا أن العديد من الشبان عبّروا عن «إحباطهم الشديد من طرق التوظيف، التي تتم في القطاعين الخاص والحكومي في المملكة»، مؤكدين أن «الواسطة» ما زالت أبرز وأسرع الطرق في مجال التوظيف، فيما أعلن نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد ل«الحياة»، أن نسب البطالة عند الرجال بلغت 6.9 في المئة و28.4 في المئة للنساء. ونبه عبدالواحد الحميد في كلمته أثناء افتتاح المعرض الذي نظّمته الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أول من أمس في فندق «مداريم كراون» إلى أن «توظيف السعوديين أصبح مطلباً ملحاً يتعدى الجانب الشخصي المتعلق بالباحث عن العمل، على رغم أهمية الجانب الشخصي في توفير الدخل الكريم الذي يسد حاجة المواطن، ويوفر له فرصة العيش الكريم، إلا أن توفير فرص العمل للسعوديين والسعوديات له انعكاسات إيجابية على دورة الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى أن الدخل الذي يحصل عليه المواطن يتم صرفه مرة أخرى داخل دورة الاقتصاد، ما يولد المزيد من فرص الاستثمار والتوظيف والدخل، وبالتالي يدفع بالاقتصاد إلى طريق الازدهار والمنافسة، فضلاً عن الجوانب الاجتماعية التي يجب عدم إغفالها، والمتمثلة في امتصاص الآثار السلبية للبطالة. غير أن الشابين سعيد العسيري وعبدالله القرني وهما من العاطلين بحثا عن وكيل وزارة العمل في المعرض ليبثا شكواهما له، إذ أكدا ل«الحياة» أنه على رغم حملهما تخصصين مميزين، إلا أنهما لم يجدا بعد أية وظيفة تعينهما على الحياة الكريمة، إذ يحمل الأول شهادة هندسة حاسب آلي، والثاني هندسة كهربائية، غيرها أنهما حملا «انتشار الواسطة في القطاعين الحكومي والخاص أسباب عدم وجود وظيفة حتى الآن». وقال العسيري: «منذ تخرجي في جامعة الملك سعود بتخصص مميز قبل أكثر من عام لم أجد وظيفة، وأقسم بالله أنني مستعد للتوظيف في أي مكان ولو من دون راتب حتى، فأنا مللت من نظرة المجتمع ليّ، وكذلك لن يزوّجني أحد وأنا بهذه الحال»، فيما قال القرني: «وعلى رغم أنني قدمت على العديد من الشركات في هذا المعرض، إلا أنني غير واثق من التوظيف، اذ مررت بتجارب سابقة مع العديد من الشركات، إلا أنهم لم يتصلوا بي، ولو كانت لدي معرفة جيدة بأحد المسؤولين لتم توظيفي مباشرة من أول يوم خرجت فيه». وحذر عبدالواحد الحميد من أن «هناك ارتباطاً بين البطالة وبعض المظاهر الاجتماعية السلبية»، مضيفاً: «ولأجل ذلك جاء الاهتمام الكبير من القيادة بتوفير فرص العمل للمواطنين السعوديين، إذ جعلت هذا الأمر ضمن الأولويات الوطنية المتقدمة، وما صدر من أوامر ملكية أخيرة بتوفير فرص العمل للسعوديين في القطاعين الحكومي والخاص، وتذليل العقبات التي تواجههم لدخول سوق العمل». وأوضح نائب وزير العمل في تصريح صحافي عقب جولته في المعرض ل«الحياة» أن «في سوق العمل دائماً هناك عرضاً وطلباً، ولكن وزارة العمل أوجدت برنامج توظيف إلكتروني، ونحن نقول لكل من يبحث عن وظيفة، فعليه أن يسجل في هذا البرنامج، والباحث عن عمل يسجل اسمه في هذا البرنامج، الذي في المقابل تكون الشركات أدخلت الشواغر الموجودة لديها»، مبيناً أنه يتعين على الباحث عن عمل أن يسجل اسمه في النظام الالكتروني، وبالذات في التخصصات المطلوبة»، مشيراً إلى أن هذا المعرض من ضمن الوسائل المعينة على التوظيف. وعن مشاركة المبتعثين في المعرض قال: «المبتعثين لخارج المملكة ابتعثوا للدراسة في تخصصات تطلبها سوق العمل، ونحن متفائلون بأنهم سيجدون فرصاً وظيفية مناسبة، بل سيحلون أزمة موجودة لدينا في سوق العمل وهي ندرة العناصر السعودية في بعض التخصصات»، لافتاً إلى أن الجامعات السعودية تقوم بهيكلة بعض التخصصات غير المطلوبة في سوق العمل، والتوسع في التخصصات التي تطلبها سوق العمل. من جهته، أوضح رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الدكتور عبدالله الشدادي أن «هناك أكثر من 10 آلاف وظيفة ستطرح للشباب السعودي من الجنسين وذوي الاحتياجات الخاصة خلال أيام المعرض الثلاثة»، مشيراً إلى أن «المعرض يحتوي على أكثر من 100 جناح يشارك فيها عدد كبير من الجهات، التي تتبنى عملية توطين الوظائف، وتتيح الفرص لأبناء وبنات المملكة فرص العمل في سوق العمل». وأكد أن «الشركات المشاركة في المعرض ستوظف طالبي العمل من زوار المعرض مباشرة»، مشيراً إلى أنه «سيكون هناك دليل شامل للوظائف المتاحة من المشاركين يوزع خلال فعاليات المعرض، ويختار راغبو العمل من الزوار ما يناسبهم من وظائف».