سعر غرام مادة «الكوكايين» المخدرة كما توضح إحصاءات دولية يتراوح بين 250 و700 ريال بحسب الدولة. ربما ليس في هذه المعلومة جديد، لكن المفارقة الغريبة أن بعض أسعار العشبة التي تستخدم للعلاج بالرقية ويبيعها بعض الرقاة في السعودية، تتجاوز 150 ريالاً للغرام الواحد، وهو ما يعني أن غرامين من هذه العشبة «السحرية» يساويان غراماً من مادة الكوكايين المحرمة دولياً! أنواع كثيرة من الأعشاب يروّجها رقاة، ببيعها على مرضاهم وزوراهم تحت زعم أنها تجلب الشفاء، خصوصاً بعد أن يقرأ عليها الراقي ما تيسر. إلا أن الاستغلال المادي ليس المشكلة فحسب، إذ يؤكد أحد الرقاة الشرعيين الذي انتقد المتاجرة بالأعشاب وملحقات الرقية كالماء والتمر والزيت وغيرها، أن بعض الأعشاب تسببت في فشل كلوي لمستخدميها، أو سببت أضراراً صحية أخرى. تجاوزات بعض الرقاة ليست مقصورة على «ملحقات الرقية» والمتاجرة بها، كطريقة لتأكيد مزاعمهم بأنهم لا يتخذون من الرقية مكسباً، وإنما امتدت ليسلك بعضهم طريق الشعوذة بشكل مختلف، فبعضهم يتخذ قريناً من الجن، ليساعده في حل المشكلات ومعرفة الخفايا، وهو ما يحرمه الشرع بحسب فتاوى لجنة الإفتاء وعدد من كبار العلماء. في الحلقة الثالثة والأخيرة من تحقيق «الحياة» حول الرقية الشرعية والشعوذة، تُروى القصص والتجارب وينتقد رقاة أنداداً لهم، كما يجيب متخصصون في هذا المجال عن سؤال كثيراً ما أثار جدلاً: هل يحسد الإنسان نفسه؟