يعد الفنان القدير أحمد فتحي من أبرز الفنانين العرب الذين قدموا إضافة جديدة إلى الموسيقى العربية، فما أن بزغ نجمه حتى قدم مادة موسيقية ومناخاً من الطرب العربي الأصيل. تألق في فترة وجيزة، واحتل مكانة لدى الجمهور العربي، وداعب أجواء الموسيقى العربية الطربية، ثم برز في العزف على آلة العود، ليصبح من أساطير العازفين العرب، مقدماً ألحاناً لا مست وجدان المستمع بصوته الشجي. أحمد فتحي صاحب الصوت الذي يجمع بين «القرار، والرخيم»، وأسلوب عزفه على العود الذي يطلق النغمات المميزة واللحن المغرد، منذ أن سافر في سن الشباب إلى مصر حصل على درجة الماجستير، بتقدير ممتاز، من المعهد العالي للموسيقى العربية بمصر، عن دور آلة العود في مصاحبة الغناء اليمني، ثم حصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الحديدة. ومن أبرز إنجازاته في بداية مشواره الفني حصل على ثلاث جوائز بصفته أحسن عازف عود، من المعهد العالي للموسيقى العربية، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي للأغنية على تلحين أغنية «عصافير قلبي»، ومن الجوائز العالمية التي تقلدها شهادة تقدير من قاعة الملكة «إليزابيث»، في لندن، وشهادة تقدير من السيد «بيير جامبى»، مدير المعهد العالي للتقنيات المتقدمة في باريس، وشهادة تقدير من دار الأوبرا المصرية لمشاركته في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة، وشهادة تقدير من مهرجان تكريم نجوم الطرب العربي الأول في بيروت، وتم تكريمه من اتحاد المبدعين العرب، إضافة إلى تكريمه من مهرجان الإسكندرية الدولي للموسيقى والغناء. صقل فتحي موهبته بعد التحاقه بمعهد الموسيقى العالي للموسيقى العربية بمصر، واكتسب بريقاً لامعاً، مطرباً وعازفاً يجيد الحوار مع أوتار العود وسلب ذائقة المستمع المتذوق للطرب الحقيقي، كونه يتضمن موهبة فطرية ومكتسبة يعمل على تطويرها باستمرار، فتحي مدرسة فنية رائدة في أسلوب العزف على آلة العود، والغناء فأطرب الجمهور العربي بجمال صوته وفتن سامعيه بروعة أدائه المختلف، يعود ذلك إلى نشأته الفنية التي تربى من خلالها على الأصالة، مفلسفاً اللغة الموسيقية مظهراً عبقريته، التي أسرت بدورها جماهيره في الأمصار العربية. يمتلك القدرة على قراءة المشهد العام للحياة، فمنذ بداية الأحداث التي طاولت اليمن صدح بصوته الباكي مبدياً ألمه وجرحه على ما يحدث في تراب أرضه الغالي، بأغنية «قلبي على صنعا اليمن»، ألحانه تعادل ألحان كبار الملحنين العرب عبر سباق الأجيال، لحن وغنى أروع القصائد وأبدع وأسس نهجاً تلحينياً ذا طابع خاص ومميز، لمناسبة إطلالة العام الجديد 2018 يحرك فكره ومشاعرة وفلسفته الموسيقية وذائقته اللحنية ليقدم أغنية، «بانت شموس الفرح تضوي الفجر الوليد.. تنشر تراتيل الأمل فجر الصباح المديد»، من كلمات الشاعر الغنائي عبدالله با كدادة، لحن وغناء الفنان أحمد فتحي، ومن توزيع ديفيد جميعي. من جانبه، تحدث الفنان أحمد فتحي قائلاً: «أتمنى للشعب العربي والإسلامي عاماً جديداً يسوده السلام والأمن والاستقرار»، ويضيف: «لا بد لكل شخص مؤتمن على رسالته التي يؤديها تجاه وطنه والشعوب أن يحمل العاطفة والشعور الحقيقي للإنسان الفنان، لذا عليه أن ينشر بقلمه وصوته وفلسفته، في شتى مناحي الحياة، رسالة حب وسلام، وهي تعد قراءة لكل قضايا الأمة وهمومها وما يؤرقها»، ويرى أنه مهتم في طرح هذه الأغنية، للتعبير عن مشاعر الأمة العربية والإسلامية، وإيصال رسالة إنسانية إلى كل الشعوب بأنا نعمل على تحقيق السلام والأمن والرفاهية، مشيراً إلى ضرورة صدق التعبير الكلامي واللحني، وهي بحد ذاتها بادرة إنسانية لاستنهاض الهمم لبناء أوطان مليئة بالحب. من جانبه، قال الملحن محمد المغيص: «الفنان أحمد فتحي، فضلاً عن أستاذيته وفلسفته الإبداعية بصفته موسيقياً وكاتب أغان ومطرباً، يرحل بك إلى آفاق أوسع لكمية الشجن والتطريب، يؤدي الغناء من الطراز الأول، وإلى جانب عالمه الإبداعي الخاص، يمتلك ثقافة وفلسفة موسيقية متفردة غدت مدرسة قائمة بذاتها، إضافة إلى ذلك تحلى بالخلق والتواضع والأريحية، وهو دليل على إنسانية الفنان الحقيقي، ما جعله مرجعاً للفن والموسيقى العربية بعطائه وسخائه الذي لا يتوقف». ويضيف: :أحمد فتحي يعتبر من مدارس العود ذات الخاصية في طرح التيمة والجملة الموسيقية، مشيراً إلى أنه من أبرز عازفي آلة العود، لاعتزازه وعشقه لهذه الآلة، وأصبح رمزاً للعازفين العرب، كل ذلك بسبب وجود الرغبة لديه في الحفاظ على هذه الآلة العربية الاصيلة».