أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الإثنين) أن مصر «لن تحارب اشقاءها»، في إشارة منه إلى التوتر القائم مع السودان وإثيوبيا في شأن سد النهضة الاثيوبي. وقال السيسي خلال افتتاحه لعدد من المشروعات التنموية في مدينة السادات بمحافظة المنوفية شمال القاهرة: «لنا سياسة ثابتة الهدف منها هو البناء والتنمية والتعمير ولن نفعل غير ذلك (..) شعوبنا تحتاج ذلك ومصر لن تحارب أشقاءها». وأضاف: «أقول للأشقاء في السودان وإثيوبيا إن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون أحد .. ونحن حريصون على علاقتنا الطيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية». وتتخوف القاهرة من أن يؤدي بناء سد النهضة الاثيوبي الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر حوالى 90 في المئة من احتياجات مصر من المياه. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أعلن وزير الري المصري محمد عبد العاطي فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة التي تجتمع في القاهرةوالخرطومواديس ابابا، في التوصل إلى اتفاق في خصوص نتائج تقرير مبدأي قدمته شركتان فرنسيتان في أيار (مايو) الفائت حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب. وأوردت بعض وسائل الاعلام الاثيوبية أن مصر طلبت من اثيوبيا، اثناء زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى اديس ابابا الشهر الماضي، باستبعاد السودان من مفاوضات السد وأن تقتصر المباحثات على مصر واثيوبيا. ونفت الخارجية المصرية هذا الأمر في بيان وأكدت أن السودان طرف من أطراف المفاوضات واقترحت اشراك البنك الدولي طرفاً محايد وفاصل. إلا أن السودان اتخذ خطوات تصعيدية مطلع الشهر الجاري وسحب سفيره من مصر للتشاور. وأوضح السيسي في كلمته: «نحن حريصون على أن نكون داخل حدودنا ولا نتآمر على أحد أو نتدخل في شؤون الآخرين، ولكن في الوقت نفسه مطلوب منا الحفاظ على 100 مليون مصري وتلك رسالة مني لأشقائنا في السودان». وكان زعماء الدول الثلاث وقعوا في آذار (مارس) 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم التوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد. ومن المتوقع أن يصبح السد الذي تقدر كلفته بحوالى خمسة بلايين دولار، ويتم تشييده على النيل الأزرق، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في أفريقيا. ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع الجزء الأكبر من مياهه في اثيوبيا مع النيل الابيض في الخرطوم ليشكلا النيل الذي يعبر السودان ومصر قبل أن يصب في البحر المتوسط.