دخلت كرة القدم عالماً جديداً غير مسبوق في الشعبية، وبات لاعبوها نجوماً يضاهون نجوم السينما والفن والغناء، وجاءت التكنولوجيا الحديثة لتعزز شعبية نجوم الرياضة حول العالم، خصوصاً مع استغلال غالبية النجوم للمواقع الاجتماعية التي توصل المستخدم مع جمهوره بصورة مباشرة ومن دون تحفظات. واصبح موقعا «تويتر» و«فيسبوك» ظاهرتين في عالم الاتصالات الحديثة في كل مناحي الحياة، فرغم ان البداية في التعامل مع هذه المواقع كانت لأهداف أخرى، الا ان سرعان ما اكتشف النجوم من شتى الرياضات أهميتها ومنافعها كونها تعزز شعبيتهم، فتمادي العديد من النجوم في الاهتمام بوسائل التواصل هذه حتى باتت جيوش من المعجبين والمشجعين ينتظرون أي كلمة او عبارة يكشفها النجم على صفحته في هذه المواقع، لتصبح أسرع وسيلة لايصال فكر النجم الى جمهوره من دون وسيط، الذي عادة ما يكون وسائل الاعلام، ومنها يضمن النجم ايصال ما يريد من دون رتوش او اضافات غير مرغوبة، لكنها في المقابل قد تسبب له المتاعب من ناديه ومدربه في حال اعلن عن امتعاضه من موقف معين، فمثلاً نجم منتخب انكلترا دارين بينت حصل على انتقاله من سندرلاند الى استون فيلا في يناير الماضي، بعدما أعلن رغبته في الرحيل صراحة على صفحته في «تويتر»، ما قاد الى غضب انصار سندرلاند ورحيله على الفور في مقابل مبلغ كبير وصل 24 مليون جنيه، في المقابل حذر مدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرغسون نجومه مايكل كاريك وناني وريو فيردناند من التمادي في استخدام هذه الوسيلة من التواصل، رغم ان نجمه الاول وين روني جنى الثمار الايجابية من هذه الوسيلة بعدما نجح في ترميم صورته عند أنصار النادي، بعد خلافات كبيرة في مطلع الموسم قادته الى الاعلان عن الرحيل، لكن بمجرد اشتراكه في موقع «تويتر» حصل على 320 ألف متابع لصفحته في الاسبوع الاول، وفي غضون أيام قليلة ارتفعت شعبيته، حيث وصفه كثيرون بانه نجم «هادئ ورزين ومنطقي»، ليمحي صورته السيئة، فيما استغل فيردناند صفحته التي تحوي اكثر من 900 ألف متابع بنشر أفكاره غير الكروية، منها السياسية وهوايته الموسيقية، لكن هناك أيضاً الكثير من السلبيات، فنجم الفريق دارون غيبسون فتح حساباً جديداً في صباح يوم الاثنين، ليكتشف ان بحلول منتصف النهار بلغ المشتركون في صفحته 12 ألف متابع، لكن في نهاية اليوم اضطر غيبسون الى غلق صفحته نهائياً، بعدما تعرض لنقد لاذع ولألفاظ نابية من مشجعي نادي وايضاً من مشجعي الاندية الاخرى، لم تعجبه. مدرب ارسنال آرسين فينغر يرى ان المواقع الاجتماعية سلاح ذو حدين، وقال: «قد تكون هذه المواقع ايجابية وايضاً سلبية، فاذا ساهمت في تعزيز شعبية النادي فهذا لا بأس به، لكن اذا قادت في النهاية الى الاضرار بالنادي وباللاعب فأنا ضدها». ورغم ان فينغر يمنع لاعبيه بشكل عام من استخدام هذه المواقع، الا ان من أنشط الكرويين في انكلترا في هذا المجال نجميه سيسك فابريغاس واندريه ارشافين. واصبحت هذه المواقع عبارة عن أدلة تدين النجم، فبات مدافع وست هام داني غابيدون آخر لاعب يعاقبه الاتحاد الانكليزي لكرة القدم على تعليقاته في صفحته، مثلما دفع العشرات من اللاعبين وحتى المدربين اثماناً باهظمة على تعليقاتهم وانتقاداتهم، ومنها قادت الى صدامات مشينة مع المشجعين. حسنات المواقع الاجتماعية كثيرة، لكن سيئاتها أكثر، وفي حين انها تمنح الفرصة للنجم للتواصل الفوري والمباشر مع مشجعيه، لكنه لن يستطيع التحكم بردود هؤلاء «المعجبين». نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو يحتل المركز الثاني في قائمة نجوم كرة القدم (2 مليون و637 ألفاً و379 معجباً)، وهو كان قد أعلن عن قدومه طفل عن طريق صفحته على الفيسبوك، وهو خبر تناوله كل وسائل الاعلام في العالم. ويحتل المركز الاول في قائمة مواقع النجوم الاكثر شعبية زميل رونالدو في الريال البرازيلي كاكا (3 مليون و621 ألفاً و925 معجباً)، وفي المركز الثالث مواطنه رونالدينيو (مليون و280 ألفاً و619 معجباً)، ورابعاً نجم الاوروغواي واتلتيكيو مدريد دييغو فورلان (مليون و145 ألفاً و432 معجباً)، وخامساً صانع ألعاب برشلونة انييستا (مليون و28 ألفاً و982 معجباً)، وسادساً الموهبة البرازيلية الصاعدة نيمار (909 آلاف و719 ألفاً)، وسابعاً قائد برشلونة كارليس بويول (906 آلاف و526 معجباً)، وثامنا ريو فيردناند (904 آلاف و258 معجباً)، وتاسعاً قائد ارسنال سيسك فابريغاس (778 ألفا و633 معجباً)، وعاشراً مدافع برشلونة جيرار بيكي التي تعززت شعبيته بعد ارتباطه بالمغنية الشهيرة شاكيرا (636 ألفاً و244 معجباً).