حذرت «الكتلة البيضاء» المنضوية تحت «ائتلاف العراقية» بزعامة اياد علاوي، من توجهات بعض الكتل السياسية «لابتزاز» الحكومة في قضية تمديد بقاء القوات الأميركية في البلاد بعد نهاية العام الحالي، فيما شددت قوات الأمن في جنوب بغداد أمس إجراءاتها بعد عدد من الحوادث الأمنية في العاصمة. ولفتت القيادية في «الكتلة البيضاء» عالية نصيف أمس إلى أن «هناك توجهات لدى بعض الأطراف السياسية لاستغلال مسألة تمديد بقاء القوات الأميركية لابتزاز الحكومة». وأوضحت أن موقف كتلتها «داعم لرغبة الجماهير في جلاء هذه القوات نهاية عام 2011». وأضافت في بيان: «من المخجل قيام بعض الكتل وراء الكواليس باستغلال مسألة الانسحاب الأميركي لابتزاز جهات حكومية ومساومتها برفض أو قبول تمديد بقاء هذه القوات، في سعي منها إلى الحصول على مكاسب سياسية». وأوضحت أن «الأطراف التي تمارس هذا الابتزاز كانت أمس ضمن المنادين برحيل القوات الأميركية، وإذا بها اليوم تحاول الاستفادة من هذه المسألة للوصول إلى أهداف معينة مقابل مباركتها لبقاء هذه القوات في العراق». وشددت على أن «مسألة انسحاب الأميركيين قضية مصيرية ويتطلع عموم الشعب العراقي إلى حسمها في شكل يضمن تحقيق إرادته، ولا ينبغي أن تخضع لمثل هذه المزايدات السياسية البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد أن قرار تمديد بقاء القوات الأميركية من عدمه مرهون باتفاق قادة الكتل السياسية، في وقت يواجه ضغوط متعارضة من قبل الولاياتالمتحدة التي ترغب في إبقاء جزء من قواتها في البلاد بعد نهاية العام الحالي، ومن بعض الكتل السياسية، وأبرزها «التيار الصدري»، الرافضة لبقاء هذه القوات. إلى ذلك، شهدت بغداد أمس سقوط عدد من قذائف الهاون على المنطقة الخضراء والمناطق المجاورة لها. واتخذت أجهزة الأمن إجراءات مشددة عند المداخل الجنوبية للعاصمة. وأفادت مصادر في الشرطة أن عشرة أشخاص قتلوا وستة آخرين جرحوا اثر سقوط 3 قذائف هاون ظهر أمس على «مرآب الأمة» قرب ساحة التحرير في وسط بغداد، فيما سقطت قذيفتان على شارع أبي نواس واثنتان على المنطقة الخضراء. وقال مسؤول أمني ل «الحياة» إن قيادة عمليات بغداد أمرت جميع نقاط التفتيش في جانب الكرخ من المدينة بتشديد الإجراءات الأمنية وتفتيش جميع السيارات «بهدف ملاحقة خلايا الاغتيال». وأضاف أن «جميع السيطرات في جانب الكرخ، بما في ذلك في مدخل العاصمة الجنوبي تبلغت بتشديد الإجراءات لتفتيش جميع السيارات المدنية، بهدف تضييق الخناق على خلايا الاغتيالات التي تستخدم الأسلحة الكاتمة للصوت في عملياتها».