أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن النظام السوري لن يفي بمهلة تدمير ترسانته الكيماوية قبل 30 حزيران (يونيو) المقبل، وفق ما جاء في القرار الدولي 2118 والاتفاق الأميركي- الروسي، معرباً عن «القلق» من استخدام الكلور. (للمزيد) وقال بان في رسالة إلى مجلس الأمن مرفقة بالتقرير الأخير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي قدر نسبة الأسلحة الكيماوية التي خرجت حتى الآن من سورية ب92 في المئة، إن الأسلحة الكيماوية السورية الأخيرة «تم توضيبها وباتت جاهزة» لنقلها ما إن تسمح الظروف الأمنية في البلد بذلك. وأضاف أنه «من الواجب أن تستكمل سورية عمليات الإجلاء المتبقية بأسرع ما يمكن، التزاماً بما تعهدت به السلطات... لكن بات من الواضح أن بعض الأنشطة المرتبطة بتفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية السورية ستتواصل إلى ما بعد 30 حزيران 2014». وتوقع بان في هذا السياق أن «تواصل البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأممالمتحدة عملها لفترة محدودة بعد 30 حزيران»، معرباً عن «قلقه الكبير للاتهامات باستخدام غاز الكلور» في النزاع السوري. وخيم السجال حول عبور المساعدات الإنسانية من الدول المجاورة على المشاورات في مجلس الأمن، في وقت تمهد الدول الغربية لطرح مشروع قرار «مطلع حزيران المقبل يقر فيه مجلس الأمن لمنظمات الإغاثة الدولية بصلاحية عبور الحدود من 4 معابر خاضعة لسيطرة المعارضة، من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية». وأعدت أستراليا ولوكسمبورغ والأردن المسودة الأولى لمشروع القرار الذي انطلقت المشاورات في شأنه «مع الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية، الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، ثم انضمت روسيا والصين إلى المشاورات». ولفت ديبلوماسي إلى أن «روسيا منخرطة في المشاورات، وهو موقف متقدم مقارنة بالفيتو الذي استخدمته الأسبوع الماضي ضد مشروع القرار المتعلق بإحالة الجرائم في سورية على المحكمة الجنائية الدولية». لكن مصادر المجلس أشارت إلى أن «توقيت طرح مشروع القرار رسمياً في مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل سيكون مواتياً لروسيا، إذ أنها ستتسلم رئاسة مجلس الأمن لشهر حزيران ما يعطيها قدرة أكبر على المناورة وضبط إيقاع المشاورات في مجلس الأمن». واعتبرت أن «صدور مشروع القرار تحت الرئاسة الروسية لمجلس الأمن لا يزال مستبعداً حتى الآن» ما يعني إرجاء طرح مشروع القرار على التصويت بعد انقضاء حزيران. وقدم مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية كيونغ وا كانغ أمس إحاطة إلى المجلس حول تقرير بان، وأكد أن «قرار مجلس الأمن 2139 الذي صدر قبل 3 أشهر لم يؤد للأسف العميق إلى الهدف الذي صدر لأجله». ودعا ممثل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في الولاياتالمتحدة نجيب الغضبان، مجلس الأمن إلى «التحرك الفوري، لأن ملايين السوريين يواجهون المجاعة والأمراض بسبب مواصلة نظام الأسد منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التابعة لسيطرة المعارضة». واستباقاً لجلسة مجلس الأمن، وجه السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري رسالة إلى الأمانة العامة ورئاسة مجلس الأمن، مؤكداً رفض توصيات بان بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود. ميدانياً، ارتفع إلى 58 بينهم 15 طفلاً و7 سيدات عدد القتلى بقصف ب «براميل متفجرة» وغارات على مناطق في حلب خلال يومين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي إدلب بين حلب واللاذقية غرب البلاد، أفاد ناشطون بحصول نزوح من مدينة إدلب بعد إعلان مقاتلي المعارضة نيتهم اقتحام المدينة في ضوء نجاحهم بالسيطرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، وأن مسؤولاً عسكرياً في النظام هدد بقصف الريف و «تدميره» في حال جرى اقتحام إدلب. وأحكم مقاتلو المعارضة أمس الحصار على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب خان شيخون ومعرة النعمان. وأفادت شبكة «سمارت» المعارضة بأن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أعدم 15 مدنياً بينهم 7 نساء وثلاثة أطفال «خلال اقتحامه قرية تليلية غرب مدينة رأس العين (سريه كانيه) في ريف الحسكة» في شمال شرقي سورية. على الصعيد السياسي، اعتبر»الائتلاف» المعارض «انتخابات الأسد امتداداً لإرهابه»، وقال الأمين العام بدر جاموس في بيان، إن «محاولات إجبار بعض السوريين على المشاركة في المسرحية الانتخابية، من خلال منع حصولهم على أيّ ورقة رسمية يحتاجونها من سفارة الأسد في لبنان، ابتزاز سياسي». ودعا رئيس هيئة الأركان العليا في «الجيش السوري الحر» العميد عبد الإله البشير في شريط مصور، السوريين إلى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل، والتي وصفها ب «المسرحية الرخيصة» التي تجري تحت وطأة «إجرام» النظام.