وقع رؤساء روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا أمس اتفاقاً لإنشاء تكتل تجاري كبير يأملون بأن يتحدى القوة الاقتصادية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين. ويبدأ تنفيذ الاتفاق الذي يشكل الاتحاد الاقتصادي الأوروبي- الآسيوي في 1 كانون الثاني (يناير) فور إقرار برلمانات الدول الثلاث له. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل توقيع الاتفاق في أستانة عاصمة كازاخستان: «اجتماعنا اليوم له بالطبع أهمية خاصة... أهمية تعادل صنع تاريخ جديد من دون مبالغة». وقال رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، إنه يعتبر الاتحاد الجديد «جسراً بين الشرق والغرب». وينفي بوتين أن يكون الاتحاد محاولة لإعادة خلق الاتحاد السوفياتي الذي انهار في 1991. وحضر التوقيع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو. ويتجاوز إجمالي عدد سكان الدول الثلاث 170 مليون شخص ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لها نحو 2.7 تريليون دولار. وكازاخستان وروسيا منتجتان للنفط. ويعمق الاتفاق العلاقات التي توطدت بين الدول الثلاث عندما أخذت الخطوة الأولى بإنشاء اتحاد جمركي في 2010 وسيضمن الانتقال الحر للسلع والخدمات ورأس المال والعمال وتنسيق السياسات في شأن القطاعات الاقتصادية الرئيسة. واختارت أوكرانيا عدم المشاركة بعد الإطاحة برئيسها الموالي لموسكو في شباط (فبراير) وتضررت علاقاتها مع روسيا بشدة عقب ضم الأخيرة منطقة شبه جزيرة القرم. وقال لوكاشنكو عقب حفلة التوقيع: «خسرنا مشاركين في الطريق، وأفكر في أوكرانيا». لكنه أضاف: «إنني على يقين من أن القيادة الأوكرانية ستدرك عاجلاً أم آجلاً أين هو مصيرها»، مشيراً إلى أن حق الانضمام إلى الاتحاد «يعود إلى الشعب الأوكراني». وفي إمكان الرئيس الروسي أن يبتهج بنجاحه في جذب أرمينيا التي كان يفترض ان توقع مثل أوكرانيا على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي لكنها قررت في أيلول (سبتمبر)، في خطوة فاجأت الجميع، الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي تعتبر موسكو محركه. وأسرعت روسيا في إعفاء هذا البلد من رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على مشترياتها من النفط الروسي وعرضت عليها تعرفات تفضيلية لمشتريات الغاز. وأعلن رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان إنه يأمل في دخول بلاده الاتحاد الجديد في حزيران (يونيو) المقبل. كذلك أبدت قيرغيزستان، الجمهورية الصغيرة الفقيرة في آسيا الوسطى، بدورها طموحها إلى عضوية الاتحاد، وأعلن رئيسها ألمظ بك أتامباييف، أن ذلك قد يحدث بحلول نهاية 2014. لكن ألكسي مكاركين من مركز التكنولوجيات السياسية في موسكو، رأى أن هذا الاتحاد «لم يكتمل» مع غياب أوكرانيا وتحفظات كازاخستان وبيلاروسيا على ضم مكون سياسي إليه. وقال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف إن إجمالي العبء الضريبي على الاقتصاد الروسي لن يزداد في السنوات المقبلة. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدفيديف قوله خلال اجتماع للحكومة الروسية عقد للبحث مشروع السياسة الضريبية بين 2015 و2017، إن «إجمالي العبء الضريبي على الاقتصاد حالياً يتطابق في شكل عام مع معدل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». ويلتقي المفوض الأوروبي المكلف الطاقة غونتر إيتنغر وممثلون روس وأوكرانيون في برلين اليوم لجولة جديدة من المفاوضات حول تسليم الغاز الروسي لأوكرانيا. وجاء في بيان صادر عن ممثلية المفوضية الأوروبية في برلين، أن «الأطراف المعنية اتفقت على إجراء مفاوضات جديدة في برلين من ضمن نهج الاقتراح الذي قدمته المفوضية الأوروبية الإثنين».