أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز تشكيل لجنة تحقيق في بعض المشاريع المتعثرة في محافظة الجموم التابعة لمنطقة مكةالمكرمة بسبب الإهمال والتقصير من قبل مقاول وجهة حكومية.وقال خلال جولةٍ تفقدية لمحافظة الجموم يوم أمس (السبت): «سعدت بأن غالبية المشاريع تسير بشكلٍ ممتاز، وهناك بعض المشاريع المتعثرة، وهناك شكوى من بعض المواطنين تتعلق بأحد المشاريع، تفيد بإهمالٍ وتقصير من المقاول، ومن الإدارة الحكومية وأمرت بتشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع، وإذا كان هناك إهمال، فيجب محاسبة المتسبب». وأضاف: «زيارتي للمحافظة هي للوقوف على حاجات المواطنين في كل المحافظات والمراكز، وسعدت بالتقرير الذي قدم خلال اجتماعي بالمسؤولين في مقر المحافظة، والذي لاحظت فيه هجرةً معاكسة بعودة المواطنين من محافظة الجموم إلى الجموم نفسها، إذ إن عدد السكان كان خلال فترات مضت يصل إلى أكثر من 100 ألف نسمة، وتراجع إلى 60 ألفاً والآن عاد ليصل إلى 90 ألفاً». وأوضح قائلاً: «هذا شيء أسعدنا كثيراً لأنه كانت هناك هجرة بعد عام 1413 إلى 1425، وفي عام 1431 أصبح هناك زيادة في عدد السكان، وهذا يعني أن هناك هجرة معاكسة لهذه المحافظة، وهناك فرص عمل وتفاؤل، وثقة من المواطن في مشاريع المحافظة وفي الاستثمار كذلك». وأشار الفيصل إلى وجود مخططٍ تنموي جديد للمحافظة يجري العمل فيه من جانب «أمانة مكة» حالياً، لافتاً إلى أنه سيمنح المحافظة مخططاً كاملاً، وخريطة طريق لفرض الطرق أمام التنمية في المحافظة، خصوصاً وأن بوادر المخطط بدأت منذ عرضه أمس. وأكد أنه سيتم إنشاء فرع للغرفة التجارية، ومكتبٍ للضمان الاجتماعي في المحافظة، إضافةً إلى أشياء ستبشر بالخير، مشيراً إلى أن المخطط سيكون جزءًا من المخطط التنموي لمنطقة مكةالمكرمة، موضحاً أن ما تم عرضه هو تحديث للمخطط، وسيكون بإشراف الإمارة و«أمانة مكة». وأضاف: «جميع المشاريع تحت التنفيذ، والآن وصلت مياه التحلية إلى المحافظة، وستكون الخطوة الثانية هي شبكة المياه»، مطالباً رجال الأعمال خصوصاً من أهالي الجموم، الذين يستثمرون خارجها، أن يحولوا جزءاً من استثماراتهم إليها لأنها أولى من غيرها. واستمع الأمير خالد الفيصل في لقاءٍ مفتوح مع طلاب وطالبات محافظة الجموم إلى عددٍ من المشكلات التي تواجههم، ونقل في كلمته إليهم تحيات خادم الحرمين الشريفين إلى طلاب وطالبات المحافظة كافة، وقال إن زيارته إلى المحافظة هي لسماع آرائهم والاطلاع على أحوالهم وتفقد حاجاتهم. وخاطب الطلاب قائلاً: «اجتمعت بالمجلس المحلي في المحافظة، وناقشت معهم بعض الآراء والملاحظات وسير المشاريع فيها، وما تم إنجازه وما بقي منها تحت الإنشاء، وبحثنا عن أنجع الحلول التي تضمن عدم تعثر المشاريع ودفعها إلى الأمام». وأردف قائلاً: «إن عودة أهالي هذه المحافظة بعد أن تناقص عدد السكان سابقاً ليرتفع حالياً، دلالةٌ على أن الثقة تزيد، والأمل يرتفع بين أبناء هذه المحافظة ممن غادروها، وأن يكون من هم من غير أهلها موجودين، لأن فرص العمل والمشاريع تنفذ بسرعة، وهناك ازدهار وهذا ما تسعى إليه حكومتكم». وأضاف: «السنوات الأربع التي قضيتها معكم لاحظت فيها تغييراً إلى الأفضل، وكل عام أزور فيه هذه المحافظة أجد اهتماماً وتطوراً أكبر، الإدارة مطلب كل مسؤول، وأنا أهنئ كل المسؤولين في المحافظة، وأهنئ أهالي محافظة الجموم على اهتمامهم وتقديرهم لما تقدمه الدولة من خدمات». وأعلن أمير مكة مشاريع ستشهدها محافظة الجموم، منها فرع للجامعة، ومياه للتحلية، ومشاريع صحية، واجتماعية، وثقافية، بلغت هذا العام 750 مليون ريال، وقال: «هذا مبلغٌ جيد، ولا بد من الاعتناء بها لأنها بوابة مكة الشمالية، ولا بد أن تكون لها الأولوية». ونادى خالد الفيصل بقوله: «أيها الشبان والشابات، إنني أرى فيكم مستقبل هذه البلاد، وهي بلادكم والأمل فيكم، لتصلوا بها إلى المكانة اللائقة»، فيما طرح عدد من الطلاب والطالبات خلال اللقاء المفتوح مطالب يرغبون في تحقيقها، وهي نادٍ أدبي وثقافي، وتوسعة الطرق الضيقة لإنهاء مشكلة الحوادث، وفتح معاهد فنية، والوجود الأمني للمرور في طرقات المحافظة. من جهته، أوضح رئيس دائرة التحقيق والادعاء العام في محافظة الجموم عبدالكريم بن علي آل معمر أنه سلم أمير منطقة مكة تقرير إنجاز دائرة التحقيق والادعاء العام للعام الماضي 1431، وقال ل «الحياة» إن التقرير تضمن الرقابة على السجون ودور التوقيف والأحكام الشرعية التي نفذت في المحافظة خلال الفترة الماضية. وعقد الأمير خالد الفيصل اجتماعاً مع المجلس المحلي، واستقبل المشائخ، والأعيان، ومديري الدوائر الحكومية، واستمع لمطالب المواطنين، وتفقد حاجاتهم، واطلع على أهم المشاريع التي نفذت ويجري تنفيذها، والإنجازات التي تحققت منذ زيارته الأولى للمحافظة، إذ تعتبر هذه الزيارة الرابعة إلى الجموم. وتقع محافظة الجموم في الشمال الغربي من مكةالمكرمة، وهي البوابة الشمالية الغربية للعاصمة المقدسة، وتبعد عن مكة حوالى 25 كيلو متراً، وعن محافظة جدة 72 كيلو متراً، وتبلغ مساحتها حوالى ألف كيلو متر مربع.