لا أعلم ما السبب الرئيسي خلف استمرار ظاهرة الابتزاز بعد ظاهرة الوقوع في الفخ وآخرها عن الفتاة التي أوقعها مقيم وتمكن منها في ظروف لم توضحها الصحيفة بالتفصيل، فتارة كتبت اغتصبها وتارة كتبت وقعت في شباكه، وعندما زاد في التهديد تمكنت من الاتصال بالهيئة التي قبضت عليه والتي وجدت لديه مقاطع +18 للفتاة ولغيرها. بالطبع نشكر الهيئة على جهودها الجبارة في هذا المجال ولا ننكر فضلهم في هذا وقد أعجبتني جداً مقابلة تابعتها لأحد رجال الهيئة يوعّي بها البنات ويقويهن على إحدى القنوات التي نسيت اسمها للأسف (لو هددك بألف صورة وبألف مقطع لا تخافين ولا تتسلمين له والله الذي لا إله إلا هو سنحميك منه) وهذه الجملة الرائعة تطمئن القلوب الخائفة التي قد تزداد سقوطاً بعد كل مكالمة تهديد من شخصية سادية مريضة تعشق ذل الناس وزعزعة أمنهم مستغلة لحظات ضعف إنساني قد تحدث من دون وعي ولا نضج ولا إدراك أو بالقوة. وقد أعجبني جداً بالمناسبة الخبر المنشور على الصفحة الرئيسية ل«الحياة» بتاريخ 2 أيار (مايو) عن مؤتمر جدة الخاص (نحو استراتيجية موحدة للتوعية بأضرار المخدرات)، والذي أشار عنوانه إلى أهمية الاستفادة من تجربة الدول الخليجية وأهمية تعليم البنات الكاراتيه لإبعاد المخاطر وذكر منها البويات والمخدرات وغيرها. في إحدى التعليقات على الخبر الأول الخاص بجريمة الابتزاز أو الاغتصاب أو الوقوع في الفخ، ذكر أحد المعنيين بسؤاله عن تحليله للمأساة المؤلمة (وجوب التحري الكامل والدقيق حول أخلاقيات من يعملون كسائقين في مدارس البنات) وهو أمر ضروري ولا أختلف معه فيه فمن المهم فعل ذلك فعلاً قبل إتاحة الفرصة له وقبل تسليمه رقاب فتيات في عمر الزهور أكثرهن إن لم يكن جميعهن (تربى على الخوف والصمت والسكوت المرير وعدم القدرة على التعبير عن النفس وعن المشاعر والبعد عن الأهل؛ أقرب الأهل، وعدم القدرة على البوح بما يختلج في صدورهن، وإذا أضفنا إلى ذلك الجفاف العاطفي وبُعد النموذج الرجالي الوحيد كالأب أو الأخ وجفافه معهن أو قسوته الشديدة في بعض الأحيان ستكون الفتاة معرضة للسقوط بسهولة طوعاً أو جبراً وإذا أضفنا فوق هذه المعادلة المستعصية عدم قدرتها جسدياً على الدفاع عن نفسها كونها منعت من تعلم الكاراتيه والتايكوندو لأنها من رياضات الرجال ولأنها ممنوعة أيضاً من ممارسة الرياضة من أساسه في المدارس الحكومية منذ نعومة أظافرها التي لم تتعلم فيها إلا (فتحي يا وردة قفلي يا وردة) حتى سقطت وردة ما بين الفتح والأقفال. لم أنتهِ بعد، فللموضوع بقية طويلة ومتشابكة ومعقدة تحتاج إلى مقالات عدة لا أملك إلا أن أدعو الله أن يحمي بناتنا من خطر المبتزين والمبتزات وأن يقيض لهن أسراً واعية تتحدث معهن بدفء وبقرب وأن نبدأ في تنفيذ البرامج الرياضية للدفاع عن النفس في مدارسنا منذ الصغر وأكمل معكم الطرح بحول الله في المقال القادم. [email protected]