أكد مشاركون في ورشة لإعداد خطة تنفيذية للتنمية السياحية وجاهزية المسارات في الأحساء للسنوات الأربع المقبلة، إلى ضرورة تكثيف المنتجات السياحية في جانب العرض، لتخفيف الكثافة على المواقع التراثية والطبيعية. وأشار المشاركون في الورشة من القطاع الأهلي، إلى وجود «زيادة مطردة» في السائحين والزائرين للأحساء، ما اضطر البعض إلى توفير خدمات موقتة في المواقع السياحية، ريثما تكتمل المشاريع الاستثمارية. وأوصى المشاركون في الورشة، التي نفذها فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء، بضرورة «توجيه التنمية السياحية في شكل مركز، من خلال إعداد خطة مشتركة لجميع القطاعات المشاركة، ومواءمة مشاريع الخطة مع مشاريع شركاء القطاعين الحكومي والأهلي، وتولي هؤلاء الشركاء مسؤولية تنفيذ الخطة في شكل سنوي، على ضوء الأولويات المتفق عليها والموارد المالية المخصصة». كما دعوا إلى «تعزيز الشراكة لاستكمال المسارات المعتمدة من جانب مجلس التنمية السياحية، واستحداث مسارات جديدة تشمل مواقع مهمة، مثل مشروع العقير، ومنتزه الأحساء العام، وبعض مواقع الحرف، لتحقيق التجربة السياحية المتكاملة، إضافة إلى دعم لجنة التسويق السياحي المشترك، لتعزيز تسويق الأحساء، وتشكيل فريق ميداني لتقييم جاهزية المسارات والمواقع والمنتجات والخدمات المقدمة من القطاعين الحكومي والأهلي للسياحة في شكل مستمر، وبخاصة خلال إجازة الصيف والمواسم السياحية». وأكد وكيل المحافظة خالد البراك، الذي دشن الورشة التي تقام ضمن سلسلة حلقات «تمكين»، أهمية «الشراكة بين الأجهزة كافة، لخلق صناعة سياحة مستدامة»، مشيراً إلى جهود فرع الهيئة، التي «أثمرت عن تحقيق شراكات أسهمت وستسهم في تنمية السياحة في الأحساء». فيما قدم مدير الفرع علي الحاجي، عرضاً عن صناعة تنمية السياحة في المحافظة، وتحدث عن الأنماط السياحية فيها، مثل سياحة التراث والثقافة، التي تمثل «أحد أجزاء البعد الحضاري للمحافظة، إذ تسعى الهيئة لربط المجتمع بذاكرة أمته»، مبيناً أن الأحساء تضم مواقع تراثية متعددة، مثل قصر إبراهيم الأثري، وقصر صاهود، ومنزل البيعة، وغيرها. واستعرض الحاجي، الأنماط الأخرى للسياحة، مثل الزراعية، إذ «تعد الأحساء واحدة من المناطق الواعدة لنجاح هذا النوع من السياحة، إضافة إلى سياحة الأعمال، والشباب والمغامرات، والاستشفاء»، مشيراً إلى أهمية الشراكة «لتحقيق التجربة السياحية المتكاملة». كما لفت إلى برنامج تطوير الوجهات السياحية، وبخاصة مشروع العقير، الذي تسعى الهيئة إلى إطلاقه في القريب العاجل. بدوره، قال مسؤول التسويق في فرع السياحة في الأحساء حسين الحاجي: «إن مفهوم التمكين لا يُعد طارئاً على أنشطة الهيئة، فهو جزء من خططها السابقة والحالية»، مبيناً أن «تمكين» يهدف إلى «تحويل الاهتمام من الإجابة عن السؤال: لماذا التنمية السياحية في المناطق؟ إلى: كيف تتم تنمية السياحة بقيادة محلية في المناطق؟». وأضاف أنه «يمكن تحقيق الإجابة عبر تعزيز البرامج والمشاريع القائمة، وإضافة برامج ومشاريع جديدة ضمن الإطار العام والمحاور الرئيسة لبرنامج «تمكين»، مبيناً أن تنفيذ البرنامج «يعتمد على أربعة محاور أساسية، تتمثل في بناء المعرفة، ونقل الخبرات، والتمكين الإداري والمالي، وزيادة القدرة على التميز والمنافسة».