أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري مجدداً أن بلاده حريصة على علاقاتها مع السودان، موضحاً في مؤتمر صحافي أمس، أن الوصول بتلك العلاقات إلى حد تطلع الشعبين يحتاج إلى جهد وسياسات تراعيها بلاده. ونشبت أزمة في العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، إذ سحبت الخرطوم سفيرها في القاهرة للتشاور قبل أيام، وهو قرار قالت القاهرة إنها تدرس خيارات الرد عليه. ولم يكشف السودان سبب سحب سفيره، لكن شكري أكد أن مصر بلغت أن القرار له صلة بمسألة «حلايب وشلاتين»، وهو مثلث حدودي تسيطر عليه مصر ويدعي السودان إنه يتبع لأراضيه. وقال شكري في مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع وزير الخارجية التنزاني أوجوستين ماهيجا: إن اتفاق الحريات الأربع بين القاهرةوالخرطوم «دائماً يتناول ويحدد مجالات تنفيذ ما اتفق عليه في شكل متبادل يؤدي إلى تحقيق المصلحة المشتركة»، لافتاً إلى «عثرات» تواجه هذا التنفيذ و «مشاورات جارية» لتحقيق التوازن في عملية «التنفيذ الكامل لهذه الحريات، التي لم تصل إلى شكل كامل ومتكافئ». وأضاف: «دائماً الأمل أن تشهد العلاقات مع السودان القدر الكافي من المراعاة لتطلعات الشعبين بأن تؤدي هذه العلاقات إلى تحقيق مصلحتهما، وهذا يتطلب جهداً وسياسات داعمة لهذا التوجه، ومصر هذا هو نهجها دائماً». ووقع السودان ومصر اتفاق «الحريات الأربع» عام 2004، ويقضي بحرية التنقل والتملك والإقامة والعمل لمواطني الدولتين في الدولة الأخرى من دون أي قيود. واختتمت في القاهرة أمس، أعمال الدورة الثالثة للجنة الوزارية المشتركة بين مصر وتنزانيا، برئاسة وزيري خارجية البلدين، بعد انقطاع دام سنوات طويلة. وتناولت اللجنة التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية. ووقع الجانبان ثلاث مذكرات تفاهم في مجالات التدريب الديبلوماسي والسياحة والزراعة. وعقد وزيرا خارجية البلدين جلسة مشاورات سياسية تناولت القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومنها نتائج الجولة الأخيرة من مفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي وزيارة الوزير شكري الأخيرة إلى إثيوبيا. ومنذ تعثر المفاوضات الفنية وتوقف اجتماعات اللجنة الثلاثية (مصر والسودان وإثيوبيا) قبل نحو شهرين، انتهجت القاهرة سياسة طرح الخلاف مع إثيوبيا على مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأمر. وبدأ وزير الخارجية في تناول القضية في لقاءاته الثنائية، بعدما كان يُنظر إلى مسألة السد على أنها ضمن إطار العلاقات مع إثيوبيا. وسئُل وزير خارجية تنزانيا إن كانت بلاده تعتزم ممارسة وساطة بين مصر وإثيوبيا لحل الخلاف حول «النهضة»، فأجاب: «أتمنى ألا تصل مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا إلى مرحلة الوساطة». وقال: «ناقشنا المحادثات بين مصر وإثيوبيا المتعلقة بنهر النيل، وأثق أن العلاقات الثنائية ستؤدي إلى تعظيم الاستفادة من نهر النيل لمصلحة الدولتين، وهذا هو محور انطلاق المحادثات الثنائية»، مضيفاً: «تعظيم الاستفادة من النهر أمر مهم وحيوي لحل كل المشكلات والصراع المتعلق بهذه النقطة، وإيجاد تفاهم مشترك ويجب أن يعمل البلدان انطلاقاً من هذه النقطة». وأشار إلى أنه «أرسيت مبادئ دولية تتعلق باستخدام نهر النيل، ويجب أن تسود الحكمة الحوار بينهما مهما كانت الخلافات حول إنشاء سد النهضة». وشدد على أن «نهر النيل هو مصدر الحياة للأمة المصرية ويجب على الجميع أن يفهم ذلك جيداً».