بددت وزارة الصحة السعودية المخاوف من انتقال فايروس «H5N8» (أنفلونزا الطيور) عبر تناول لحوم الدواجن إلى الإنسان، جاء ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية تعاميم عاجلة، لإغلاق أسواق الطيور في المناطق، ورفع درجة الطوارئ بالأمانات والبلديات بعد رصد عدد من حالات الإصابة بالفايروس. وكشفت وزارة الصحة السعودية، في بيان لها أمس، عدم صحة التحذيرات المتداولة من تناول لحوم الدواجن، مؤكدة عدم إمكان انتقال «الفايروس» الذي تم رصده أخيراً من الطيور إلى الإنسان، وقالت في بيان بعد ظهور حالات إصابة بأنلفونزا الطيور قبل أسابيع في العاصمة السعودية وانتقالها إلى مناطق سعودية أخرى في وسط وشرق البلاد: «سجلت المملكة العربية السعودية مواقع عدة فيها إصابات إيجابية بين الطيور لفصيلة أنفلونزا الطيور A نمط HSNB، وحتى اللحظة لم تُسجل أي حالة عدوى من الطيور للإنسان على مستوى العالم، ولا يُتوقع أن ينتقل هذا الفايروس للبشر»، مشيرة إلى أن فايروس أنفلونزا الطيور الذي يعد أحد فايروسات الأنفلونزا فصيلة A، والذي ظهر في أوروبا عام 1963 بين الدواجن، ومنذ ذلك الحين لم تُسجل أي حالة لانتقال الإصابة من الطيور للإنسان، وقد لُوحظ انتشار الفايروس بين الطيور المهاجرة في الشهرين الأخيرين بين قارتي أوروبا وآسيا، مؤكدة أن كل ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من تحذيرات حول الابتعاد عن أكل لحوم الدواجن لما تسببه من انتقال المرض للبشر هي إشاعات غير صحيحة. يأتي ذلك في الوقت الذي وجهت فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية، في تعاميم عاجلة، بإغلاق أسواق الطيور الشعبية ووضع درجة الطوارئ بالأمانات والبلديات، كما وجهت الوزارة بمتابعة أسواق الطيور وحضر تجمعات الطيور العشوائية والتنسيق مع إدارات الزراعة بالمناطق للتخلص الآمن من الطيور المصابة أو المشتبه بإصابتها وتطبيق خطة الطوارئ في هذه الحالات. وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة السعودية، فإن جميع البيانات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن التعامل عن كثب مع طيور نافقة أو مريضة هو المصدر الرئيس لإصابة البشر بالعدوى الناجمة عن الفايروس H5N1 «أنفلونزا الطيور»، مشيرة إلى أن من بين الممارسات التي تنطوي على مخاطر ذبح الطيور الموبوءة ونزع ريشها وتقطيعها وتحضيرها للاستهلاك. وأشارت الوزارة إلى أن اكتساب العدوى تم في بعض الحالات من طريق التعرّض ل«فضلات الدجاج» في أماكن تجوبها الدواجن الطليقة واعتاد الأطفال اللعب فيها، كما كشفت أن من بين مصادر العدوى المحتملة الأخرى السباحة في مساحات المياه التي تُطرح فيها جثث طيور موبوءة، أو التي يُحتمل احتواؤها فضلات طيور بطّ موبوءة أو غيرها من الطيور، مؤكدة أنه لم تتمكن التحريات في بعض الحالات من الكشف عن مصدر منطقي للتعرض، ما يوحي بوجود عامل بيئي مجهول حتى الآن يكون قد أسهم في حدوث عدد صغير من الحالات، ومن بين التفاسير المقترحة الدور المحتمل الذي تؤديه الطيور التي تحوم حول البيوت، مثل طيور الحمام، أو استخدام «فضلات الطيور» غير المعالج كسماد زراعي. وشددت الوزارة على أن فايروس «أنفلونزا الطيور»، في الوقت الراهن، يصيب الطيور بالدرجة الأولى، مؤكدة أنه لا تزال الحواجز القائمة بين الأنواع تؤدي دوراً أساساً، فالفايروس لا يزال عاجزاً عن الانتقال بسهولة من الطيور إلى البشر. وأضافت وزارة الصحة السعودية في بيانها: «على رغم إصابة عشرات الملايين من الدواجن بالعدوى في مناطق جغرافية واسعة منذ منتصف عام 2003، فإن التحاليل المختبرية لم تؤكد حدوث سوى أقل من 200 حالة بشرية. ولأسباب مجهولة، حدثت معظم الحالات في أسر تسكن في الأرياف أو في أرباض المدن، حيث تُربّى أسراب صغيرة من الدواجن في البيوت. ولأسباب مجهولة أيضاً، لم تُكتشف إلا حالات قليلة جداً لدى الفئات التي كان يُحتمل أصلاً تعرّضها لمخاطر عالية، مثل العاملين في قطاع تجارة الدواجن والعاملين في أسواق الدواجن الحيّة والقائمين على إعدام الدواجن والبياطرة والعاملين الصحيين الذي يقدمون الرعاية إلى المرضى من دون ارتداء معدات الحماية الشخصية».