القاهرة - رويترز - أعلن القيادي البارز في جماعة «الإخوان المسلمين» عبدالمنعم أبو الفتوح، أنه سيترشح لخوض انتخابات الرئاسة المصرية كمستقل، في خطوة قد تجذب أصواتاً من مؤيدين للجماعة، التي أعلنت أنها لن تتقدم بمرشح للرئاسة. ويشعر الغرب وقوى سياسية في مصر، بالقلق من حجم السلطة التي قد يفوز بها «الإخوان» في أول انتخابات منذ إطاحة الرئيس المخلوع حسني مبارك في شباط (فبراير) الماضي، بعدما مَنَعَ الحكم الشمولي لعقود أيَّ ظهور لمنافسين محتمَلين. وسعى «الإخوان» إلى تهدئة المخاوف بالقول إنهم لن يتقدموا بمرشح للرئاسة وأنهم لن يسعوا إلى الفوز بغالبية في انتخابات برلمانية مقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل، وأعلنوا المنافسة على 50 في المئة فقط من مقاعد البرلمان. غير أن أبو الفتوح قال إنه سيترشح مستقلاًّ في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإنه ليس عضواً في أي حزب. وأشار إلى أن قراره الترشح لا يعني أن الجماعة غيَّرت وجهتها. وأضاف، في إشارة إلى «حزب الحرية والعدالة» الجديد، الذي أسسته الجماعة، أن «الإخوان كجماعة لن تخوض انتخابات الرئاسة، هي تفصل الآن بين الاختصاصات». وأكّد القيادي في «الإخوان» صبحي صالح، أن ترشح أبو الفتوح للرئاسة «قرار شخصي لن تدعمه الجماعة، لأنه يتعارض مع القرار الرسمي للإخوان». وردَّ ابو الفتوح بأن قرار الترشح للرئاسة «ليس انتهاكاً لقواعد الجماعة»، مشيراً إلى أنه سيبدأ حملته الانتخابية في غضون أسبوع. وأضاف أن الجماعة «ستركز على النشاطات الاجتماعية، وستترك أمور السياسة لحزب الحرية والعدالة الذي لم أنضم اليه». وكان استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الأهرام» الحكومية الشهر الماضي، أكد أن أبو الفتوح والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يتمتعان بنسبة تأييد تصل إلى 20 في المئة لكل منهما، فيما بلغت نسبة التأييد للدكتور محمد البرادعي 12 في المئة. واعتبر أبو الفتوح أنه سيتمكن من رأب الصدع في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، مشيراً إلى أن التوتر الطائفي أخيراً يزيد من عزمه على المضي في الترشح للرئاسة. وقال إن مصر، ومع ظهور عناصر دينية متشددة على الساحة خلال هذه الفترة الانتقالية، في حاجة الى شخص تربطه صلات جيدة بكل الطيف السياسي. ورأى أن «الإخوان» سيحصلون على نحو 25 في المئة من مقاعد البرلمان الجديد، وان اختيار الناخبين المصريين الآن لهم لن يكون احتجاجاً بفضل فتح آفاق للديموقراطية. وأوضح أن «المصريين هم من سيحدد مستقبل مصر وليس أي مخاوف غربية... هم استعادوا بلادهم التي سرقت منهم وهم وحدهم يمكنهم تحديد مستقبلها، وهم من سيحددون من يرأسهم، ولا يمكن لأي ضغط خارجي أن يحدد من يقود مصر الجديدة». وأضاف أن «المهم هو وجود علاقات ثنائية جيدة مع الأطراف الدولية، لكن الغرب لن يحكم مصر».