أحال نجوم «الأخضر» كل الأمور المتعلقة بتأهلهم إلى مونديال كأس العالم الذي سيقام في جنوب أفريقيا 2010 لخامس مرة على التوالي إلى الخطوة الأخيرة في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة للمونديال العالمي، والتي سيلعب من خلالها المنتخب السعودي لقاءه الحاسم والمصيري أمام منتخب كوريا الشمالية في الرياض يوم الأربعاء المقبل مدعوماً بحضور 70 ألف متفرج في ملعب الدرة استاد الملك فهد الدولي، والملايين خلف الشاشات الفضية الذين سيقفون مع منتخب بلادهم بقلوبهم ودعواتهم على أمل أن يكسب نجومهم الأبطال مواجهة التحدّي ويشعلوا قناديل الفرح في المناطق السعودية احتفالاً بالتأهل المستحق لأكبر تظاهرة رياضية عالمية، وليؤكدوا مجدداً أنهم خير سفراء للكرة العربية والآسيوية في مونديالات كأس العالم الخمسة الأخيرة. ونجح الصقور الخضر في كسب نقطة غالية وثمينة من أمام الشمشون الكوري أول من أمس في سيول رفعت رصيدهم النقطي إلى 11 نقطة ليتساووا مع كوريا الشمالية التي مازالت تتفوق في قائمة الترتيب بالفارق التهديفي، ما يجعل من لقاء الأربعاء فرصة تاريخية لا تعوض لرد الدين أولاً من خسارة دور الذهاب وتحقيق الانتصار لتأكيد رحلة العبور إلى مونديال جنوب أفريقيا، والأخضر مرشح قوي لتجاوز المهمة الصعبة وإسعاد الشعب السعودي في كل مكان، في ظل الإمكانات الكبيرة التي يحظى بها من الناحية الفنية والعناصرية والدعم الهائل الذي يلقاه من القيادة الرياضية وعلى رأسها الرئيس العام لرعاية الشباب وجه السعد الأمير سلطان بن فهد ونائبه الشاب رئيس لجنة المنتخبات الوطنية الأمير نواف بن فيصل، ووقفة الجماهير السعودية التي أكدت مراراً وتكراراً أنها الرقم الصعب في مسيرة الألقاب الذهبية والبطولات والإنجازات التي تحققت في الأعوام الماضية. وعانى «الأخضر» كثيراً في بداية التصفيات الآسيوية الحالية ولم تكن نتائجه بالشكل المتوقع والمقنع للسعوديين كافة، ولكن الشيء الذي خفّف من حدة النتائج السلبية هو الظلم الواضح والفاضح الذي تعرض له الفريق في بداية مشواره في التصفيات وتحديداً في لقاء إيران الافتتاحي بالرياض الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكلا الفريقين، ثم اللقاء الثالث في التصفيات أمام كوريا الجنوبية في الرياض أيضاً والذي خسره المنتخب السعودي بهدفين في مقابل هدف وحيد وبمهزلة تحكيمية قلّما تُشاهد في مثل هذه الأدوار النهائية، ليُنهي «الأخضر» مشواره في دور الذهاب برصيد نقطي لم يتجاوز الأربع نقاط وبانتصار وحيد على الإمارات في أبو ظبي وتعادل مع إيران وخسارتين قاسيتين من الكوريتين الجنوبية والشمالية، لتأتي فترة التصحيح مع بداية جولات الإياب بعد التعاقد مع المدير الفني البرتغالي بيسيرو، والتي كسب فيها أبطال الأخضر أهم المواجهات الكروية من أمام إيران في طهران بهدفين في مقابل هدف وحيد، ثم تواصلت الانتصارات الرائعة على الإمارات في الرياض بثلاثية نارية في مقابل هدفين، وأخيراً التعادل أول من أمس أمام المتصدر كوريا الجنوبية في سيول من دون أهداف، ليصبح «الأخضر» على أعتاب مجد جديد بالتأهل لخامس مونديال على التوالي بشرط الفوز على كوريا الشمالية في مواجهة الأربعاء التاريخية المنتظرة. ويملك «الأخضر» كوكبة رائعة من النجوم اللامعة الساطعة في سماء الكرة الآسيوية، والتي تتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع أجواء هذه النزالات الحاسمة وقيادة منتخب بلادها إلى ساحة الانتصارات، ورسم البسمة على الشفاه السعودية، سواءً من مركز حراسة المرمى الذي يوجد به أسد الحراسة السعودية الجديد وليد عبدالله أو الدفاع الذي يقوده الجنرال أسامة هوساوي والقاضي والشهيل والزوري أو متوسط الميدان بقيادة المحترف في الملاعب الأوروبية حسين عبدالغني وشعلة النشاط أبناء عطيف وصانع الألعاب الماهر محمد نور أو الهجوم وبه «القناص» ياسر القحطاني والهداف ناصر الشمراني و«النسر الجارح» نايف هزازي وغيرهم من قائمة الإبداع السعودية التي تتأهب لتسجيل إنجاز جديد لكرة القدم الوطنية بالتأهل المستحق لخامس مونديال عالمي على التوالي.