تدخل مباراة نادي الأهلي والباطن في الدوري السعودي لكرة القدم الجمعة المقبل، التاريخ من أوسع الأبواب، إذ تشهد الحضور النسائي الأول في الملاعب المحلية، وتقام في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة) في جدة، ليبدأ فصلٌ جديد من التغييرات التي تشهدها المملكة في شكل متسارع للتخلص من الحواجز والعوائق الاجتماعية المترسّبة منذ عقود. وأُعلنت أخيراً تهيئة ملعب «الجوهرة» لاستقبال العائلات الراغبة في حضور مباريات الدوري السعودي، وخُصص الدور الخامس من الملعب للعائلات بعد تركيب حواجز فاصلة بينه وبين مدرّجات الأفراد، وفق الضوابط والأنظمة التي وضعتها الهيئة العامة للرياضة. وتشهد السعودية ارتفاعاً كبيراً في أعداد المشجعات اللاتي لم يكن مسموحاً لهن بحضور مباريات أنديتهن المفضلة. وكانت شاشات التلفزيون في المنازل والمقاهي العائلية هي المتاحة لهن قبل أن يحوّلن مواقع التواصل الاجتماعي قنواتٍ خاصة لتحليل المباريات وإظهار ميولهن الرياضية، متحدّيات بذلك الرفض، وليدخلن بقوة في مجال تشجيع لعبة الرجال. وأظهرت الإحصاءات أن عدد المقاعد التي خُصصت للعائلات في ملعب الملك فهد الدولي في الرياض بلغ 7200 مقعد، بينما خصص 4500 مقعد في ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، وتصدّر ملعب الجوهرة في مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة القائمة بأكثر من 10 آلاف مقعد. ومع صافرة حكَم مباراة الأهلي والباطن في الجولة ال17 من دوري المحترفين، سيُعلَن رسمياً ميلاد تاريخ جديد في الملاعب السعودية. وفي اليوم التالي، سيشهد لقاء الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد في ملعب الملك فهد في الرياض الدخول الثاني للعائلات إلى الملاعب، علماً أن الفريقيْن من بين أربعة أندية تحظى بمتابعة نسائية كبيرة. ومن المتوقع أن يكون حضور العائلات في هذه المباراة كبيراً، إلا أنه لن يفوق «دربي» جدة الذي سيجمع الأهلي بالاتحاد، ويتوقع أن يُسجل اكتمال المقاعد المخصصة للعائلات، للجماهيرية العريضة التي يتمتع بها الفريقان في جدة. وأعلنت الهيئة العامة للرياضة أن الملاعب الثلاثة التي ستستقبل العائلات، ستتمتع بخصوصية واستقلالية تامة، منذ الدخول في الممرات الخاصة وصولاً إلى المدرجات، وسيتوافر أمن صناعي نسائي للقيام بدور التفتيش، إضافة إلى توفير عاملات نظافة في الملاعب، وأيضاً توفير أكشاك خاصة لبيع التذاكر للعائلات، وكافيتيريا نسائية ودورات مياه. ويتوقع أن تشهد المباراة الأولى، التي تحضرها العائلات في الملعب، تغطية إعلامية مكثّفة على المستوى المحلي والعربي وحتى العالمي، لكونها حدثاً تاريخياً ومهماً في حياة السعوديين، وإعلاناً واضحاً عن التغييرات الجادة التي تنسف الممنوعات الاجتماعية السابقة في شأن منع دخول النساء إلى الملاعب، فضلاً عن مشاهدة أو تشجيع كرة القدم، والتي كانت حكراً على الرجال فقط. وكانت العائلات السعودية سجلت حضوراً أول في الملاعب في مباراة السوبر السعودي التي أُقيمت في لندن بين الغريميْن التقليدييْن، الهلال والنصر، كما كررت الحضور سنة ثانية على التوالي في لندن في المنافسة ذاتها بين الهلال والأهلي. غير أن يوم 12 كانون الثاني (يناير)، سيكون حضورها الأول على ملاعب أرض الوطن، على غرار الحفلات الغنائية التي أُقيمت في الملاعب السعودية للعائلات. وبهذا، لن تُضطر إلى حجز تذاكر سفر من أجل حضور مباريات الأندية السعودية ولا حتى المنتخب.