نود في البداية أن نتوجه بالشكر والتقدير لكم وللكاتب الكريم على الاهتمام بالمواضيع المتعلقة بالآثار، والإشادة بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في مجالات تشجيع السياحة الداخلية، وإقامة معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في عدد من الدول الأوروبية الذي لاقى نجاحاً كبيراً من حيث التعريف بالبُعد الحضاري للمملكة، كما نتفق مع الكاتب في التأكيد على أهمية البنية التحتية للصناعة السياحية، وتوفير الدعم الحكومي للاستثمار لإنشاء شركات متخصصة، وتقديم التسهيلات لرجال الأعمال لتنظيم برامج المجموعات السياحية، وتهيئة مراكز السكن المناسب ووسائل السياحة الحديثة، كالمطارات والطرق البرية، بأسعار تتناسب مع جميع الطبقات بحسب قدراتها الاقتصادية. كما نرغب في التأكيد على المحاور الآتية: أولاً: لم تدخر الهيئة العامة للسياحة والآثار جهداً في البحث والتنقيب عن الآثار وحمايتها وترميمها، كما تحرص على متابعة مواقع الآثار في كل مناطق المملكة، وذلك من خلال الآثار التابعة لها في المناطق، إذ تقوم بحماية هذه المواقع والتنسيق مع الجهات المختصة للحفاظ عليها ومعاقبة من يقوم بالتعدي عليها، كما تسعى الهيئة إلى الحفاظ على الثراء التاريخي الأثري والتراثي المتنوع للمملكة من كنوز أثرية وتراثية، وهي تعمل على تسجيل المواقع ذات القيمة الحضارية ضمن قائمة التراث العالمي، كما تحيطها بالعناية اللازمة والاهتمام الذي تستحقه. وقد تمكنت الهيئة من تسجيل موقع «مدائن صالح» في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، اعترافاً بقيمتها الثقافية والتاريخية والحضارية، وتبع ذلك تسجيل «الدرعية» التاريخية في القائمة العام الماضي، في حين يجري الإعداد حالياً لتسجيل «التاريخية». ثانياً: عملت الهيئة على برامج متنوعة للحفاظ على الآثار تقوم بها فرق متخصصة من قطاع الآثار والمتاحف في كل المناطق، إذ قامت الهيئة بتأهيل منسوبي قطاع الآثار والمتاحف وتدريبهم ميدانياً، إضافة إلى الاستفادة من منسوبي الجامعات السعودية من المواطنين الذين تخصصوا وعملوا في هذه القطاعات الآن كخبراء. ثالثاً: بخصوص ما ذكره الكاتب الكريم حول إنشاء متاحف جديدة والاهتمام بالمتاحف القائمة، فإن الهيئة تعمل حالياً على تنفيذ عدد من البرامج التطويرية للمتاحف في المملكة، وقد بدأت العمل على إنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة في كل من «أبها، والباحة، وحائل، وتبوك، والدمام»، وتم الانتهاء من الدراسات والتصاميم الخاصة بها وترسيتها، وستكون تلك المتاحف معالم حضارية شاهدة على تراث المنطقة، كما تسعى الهيئة إلى إنشاء متحفين متخصصين، أحدهما متحف للتراث الإسلامي والوطني في جدة، ودار القرآن الكريم في المدينةالمنورة، وبجانب إنشاء متاحف جديدة، تعمل الهيئة على تطوير المتاحف القائمة، إذ توجد في المملكة ستة متاحف في كل من العلا، وتبماء، ودومة الجندل، ونجران، وصبيا والهفوف، أما متاحف المحافظات في المباني التراثية التي تعد عناصر بارزة للتراث العمراني في مواقعها، فإن الهيئة تسعى إلى الاستفادة منها من خلال إعادة تأهيلها وتوظيفها كمتاحف ومراكز حضارية وثقافية متعددة الاستخدام وتوظيفها كمراكز حضارية وثقافية ومتاحف للتعريف بتاريخ المملكة وحضارتها، إضافة إلى ذلك تقوم الهيئة بتقديم المتاحف الخاصة التي يملكها الأفراد والترخيص لها، والتعريف بها وتقديم الدعم الفني المتعلق بالعروض المتحفية، وترميم القطع الأثرية المصنفة كتراث وطني. رابعاً: إشارة إلى ضرورة الاهتمام بالسياحة الصحراوية، فنشير إلى أن الهيئة أولت هذا الجانب أهمية خاصة قياساً بما تتميز به المملكة من مواقع متعددة تشجع على هذا النمط من السياحة، عبر منظومة برامج ومشاريع تهدف إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها والعناية بها، ومن أهمها: برنامج «لا تترك أثر»، الذي يهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي لدى السائح في المناطق الطبيعية للمحافظة على الموارد الطبيعية في مناطق المملكة. وبرنامج التعريف بالمواقع السياحية البيئية وحمايتها، وبرنامج السياحة البيئية: إذ طورت الهيئة مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص الكثير من تلك المنتجات، من أهمها، مهرجانات ومخيمات الربيع ومهرجانات الصحراء، والروضات والشواطئ والغوص، والمحميات وغيرها. وقد بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار والهيئة السعودية للحياة الفطرية، وفقاً لمذكرة التعاون الموقعة بينهما، بتأهيل عدد من المحميات رداً على الموضوع المنشور في «الحياة»، العدد «17541»، بتاريخ «10 جمادى الأولى 1432ه»، (14 نيسان/ أبريل 2011)، تحت عنوان «الآثار السعودية... معالم حضارية وقطاع اقتصادي» في «بريد محلي». الطبيعية لمزاولة أنشطة السياحة البيئية فيها، مثل محازة الصيد في الطائف، ومحمية الجبيل البحرية، ومحمية عروق بني معارض في الربع الخالي، كمرحلة تجريبية يتم تعميمها لاحقاً على المحميات الأخرى. خامساً: بشأن أهمية طباعة المنشورات والمطبوعات للتعريف بالمواقع الأثرية في المملكة، نشير إلى أن قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة أصدر أكثر من 50 مطبوعة، إذ تهتم الهيئة بالنشر العلمي في مجالات مختلفة منها سلسلة دراسات أثرية محكمة، وسلسلة الكتب التاريخية، وسلسلة كتاب الآثار، إضافة إلى نشر مجلة «أطلال» حولية الآثار العربية السعودية التي صدر منها حتى الآن 20 عدداً، إذ تعنى هذه الحولية بنشر أعمال المسوحات والتنقيبات الأثرية في المملكة، كما تم نشر سلسلة «آثار المملكة» التي تكونت من 13 جزءاً يشتمل كل كتاب على معلومات جغرافية وتاريخية وحضارية عن مناطق المملكة كافة، مع إبراز أهم المعالم الأثرية والعمرانية، إضافة إلى موسوعة التراث الشعبي في المملكة العربية السعودية في سبعة أجزاء كل جزء خصص لجانب معين من جوانب التراث الشعبي، وكذلك طباعة آلاف المطويات والمنشورات التعريفية بالمواقع الأثرية. سادساً: ذكر الكاتب أهمية نشر الثقافة السياحية وتعزيز مفاهيم السياحة المحلية لدى أفراد المجتمع، ونشير في هذا الصدد إلى برنامجين رئيسين تنفذهما الهيئة وحققا نتائج جيدة، أحدهما برنامج التربية السياحية المدرسي (ابتسم) الذي تنفذه حالياً الهيئة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ويسعى إلى إعداد جيل يحمل مفاهيم إيجابية عن السياحة، وتعميق المفاهيم الصحيحة لثقافة السياحية في المجتمع التعليمي، ومن المتوقع أن يستكمل البرنامج بنهاية هذا العام تدريب 263 ألف طالب وطالبة في مختلف مناطق المملكة. والثاني برنامج (السياحة تثري) لتهيئة المجتمعات المحلية الذي تنفذه الهيئة، الذي حقق نجاحاً ملموساً في ترسيخ المفاهيم الإيجابية نحو السياحة المحلية وأثرها ومدى الحاجة إليها كصناعة بين فئات عدة من المجتمع، إذ نفذ البرنامج خلال العام الماضي وهذا العام 66 ورشة عمل في عدد من مناطق المملكة بمشاركة 2340 فرداً من قيادات المجتمع المحلي، ويمكن الاستزادة عنهما من خلال موقع الهيئة الإلكتروني WWW.SCTA.GOV.SA. كما تبذل الهيئة جهوداً في التثقيف بالسياحة من خلال برامجها وأنشطتها الإعلامية عبر التقارير الصحافية والبرامج والأفلام التلفزيونية والبرامج الإذاعية. المدير العام للعلاقات العامة والإعلام