يبدو أن مناطق جبل لبنان الجنوبي والجنوب والشمال، التي شهدت انقطاعاً للتيار الكهربائي «الرسمي» على مدى 10 أيام بسبب الإضراب الذي تنفذه نقابة العمال والمستخدمين في مؤسسة كهرباء لبنان على خلفية عدم شمولهم بسلسلة الرتب والرواتب وعدم دفع شركات الصيانة رواتبهم، قد تجد حلاً لمشكلة الظلام الذي كان من الممكن أن يهدد كل لبنان، بعد إعلان رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أمس، أن «تصليحات الكهرباء وعملية إمداد البواخر بالفيول ستُستأنف فوراً». وخرج الاجتماع الذي عقد في وزارة الطاقة بين وزير الطاقة سيزار أبي خليل والأسمر ونقيب مستخدمي عمال الكهرباء شربل صالح أمس، باتّفاق على «زيادة مبدئية مئوية ترضي عمال الكهرباء» وفق الأسمر، الذي قال ل «الحياة» إن اجتماع اليوم في وزارة المال سيضع الصيغ التنفيذية للاتفاق وسيليه جداول تختص بوزارة المال. وأضاف: «كله في طريقه إلى التنفيذ وفي الإطار الصحيح والتعليمات أعطيت للبدء بمعالجة الأعطال ولا إضراب اليوم». ولفت إلى أنه اتصل بوزير المال الذي أكد له أن الأمور قابلة للحلحلة وأن أبي خليل اتصل أيضاً به. وأشار الأسمر إلى أن الأرقام ستبحث اليوم مع وزيري الطاقة والمال. وأكد الأسمر قبل دخوله الاجتماع إلى «أننا سندرس طرحاً من وزير الطاقة بالاتفاق مع رئيس الحكومة سعد الحريري والمجتمعين لن يخرجوا قبل الوصول إلى حل. ووصلنا إلى حل مقبول من الجميع». وسبق الاجتماع، اجتماع آخر تشاوري عقد في مقر الاتحاد العمالي العام. وأكد الأسمر أن «الأجواء إيجابية وتواصل مع وزير المال الذي أكد لي أنه مع أي مسعى ونتيجة يخرج بها الاجتماع». وأكد الوزير أبي خليل «استئناف الخدمة والتصليحات في شركة كهرباء لبنان «. وكانت المؤسسة أوحت في بيان أمس، أن لبنان أمام أزمة تعتيم شامل. فأعلنت عن توقف العمال عن ضخ مادة الفيول أويل لتشغيل الباخرتين التركيتين في الذوق والجيّة، ما سيؤدي إلى توقف باخرة الذوق (190 ميغاوات) بدءاً من مساء الأحد (أمس) وباخرة الجيّة (190 ميغاوات) بدءاً من مساء اليوم. في وقت خرج الاجتماع، وأكد أن «تصليحات الكهرباء وعملية إمداد البواخر بالفيول ستستأنف اليوم». وإذ جددت مؤسسة الكهرباء اعتذارها من المواطنين، أملت ب «أن يسفر الاجتماع الذي سيعقد اليوم في وزارة المال عن نتائج إيجابية، وبالتالي انتهاء إضراب نقابة عمالها بما يسمح بإعادة الأمور إلى طبيعتها في المؤسسة وإعادة الانتظام إلى التغذية بالتيار الكهربائي». وذكرت ب «أن العمال والمستخدمين لا يسمحون بإجراء التصليحات على شبكات التوتر العالي والمتوسط والمنخفض كافة، ولا إجراء المناورات على مخارج التوتر المتوسط. ولا بوضع المجموعة الغازية الثانية في دير عمار (160 ميغاوات) في الخدمة ولا بتصليح المجموعة الثالثة وإجراء الصيانة على المجموعة الثانية في معمل الذوق الحراري (210 ميغاوات)، ولا بوضع إحدى مجموعتي معمل بعلبك (30 ميغاوات) في الخدمة». تأتي هذه الأخبار على وقع تعتيم كلي عاشته مدينة صور منذ 10 أيام بسبب أعطال في الشبكة ورفض العمال إصلاحها. وبعد دخول الأهالي إلى شركة الكهرباء وتهديدهم بقطع الطرق قام عمال كهرباء بإصلاح الأعطال، في وقت تعاونت بعض البلديات مع متعهدين خاصين. وعاشت منطقة الشوف الأزمة نفسها، لكن التيار الكهربائي عاد إلى طبيعته بعد ضغط من الأهالي وقطعهم طريق دوار بعقلين- بيت الدين بالإطارات المشتعلة. وكان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط قال في تغريدة عبر «تويتر»: «من المسؤول عن انقطاع الكهرباء على مدى يومين في بعقلين. عطل مفاجئ أم شيء آخر. لم نسمع من مصلحة الكهرباء شيء. المطلوب التوضيح كون الطقس لم يكن بهذه القساوة». وجال رئيس اتحاد بلديات قضاء صور رئيس بلدية صور حسن دبوق على فرق الصيانة في كهرباء لبنان في صور ومنطقتها، وعاين أعمال تصليح الشبكات المعطلة. وقال إن «الرئيس نبيه بري أصدر تعليماته لتصليح الأعطال على أن تأتي الكهرباء لساعات محدودة، وعلى هذا الأساس تم تأمين المقاولين لتصليح الأعطال التي أنجز أغلبها إلى الآن»، مؤكدا «أن المقاولين ليسوا من موظفي شركة الكهرباء بل من يقوم بالتصليح هم ورش خاصة تم استئجارهم وأتعابهم على البلدية».