الحرب الساخرة بين الجنسين لا تتوقف، آخر الرسائل التي وصلتني من الجنس الخشن، تستهدف الجنس الناعم تتحدث عن المقارنة بين امرأتين سعودية او لعلها خليجية وأخرى اجنبية، غالباً غربية، كلتاهما تمران بمرحلة الحمل والولادة. تقول الرسالة «الحامل الأجنبية: الكل يعرف أنها حملت منذ أول تحليل طبي، وبعد فتره لما تقولها صاحبتها: ألف مبروك حبيبتي إنتي بأي شهر...؟؟ تقول أنا بالرابع وحجيب ولد وراح اسميه جون، وتولد وكل صاحباتها يزورونها ويسألوها عن الولادة تقول: لا اطمنوا أخذت إبرة ظهر وكانت ولادة سهلة، تطلع من المستشفى وترتاح كم يوم وتأكل أكل صحي، وبعدين ترجع لحياتها الطبيعية ودوامها». ثم تأتي الرسالة على بيت القصيد « نجي لأخواتنا الخليجيات الله يحرسهم، طبعاً محد يعرف إنها حامل إلا لما يكبر البطن، وتحاول تلبس وسيع عشان توصل للسادس مادروا عنها ولما يسألوها بأي شهر؟ تقول: والله مدري أنا حاسبه والدكتورة حاسبه والله أعلم مين الصح، وإذا سألوها وش بتجيبين؟ تقول: مسكر رجوله الله يصلحه ما يبين، طيب وش ودك يجيك؟ ترد: اللي يجي من الله حياه الله، طيب وش تقضيتي أي لون؟ تقول: لون محايد، وفي الشهر التاسع لما يسألونها.. وش بتجيبين؟ ترد: اللي عندي رافض إني أسأل يبيها مفاجأة». وبالطبع لغير الخليجيين فمصطلح «اللي عندي» هو الاسم الحركي للزوج في بعض الأوساط النسائية، وهو بعض كثير غالب. «وبعد الولادة إذا سألوها: تعبتي؟ تقول: بغيت اموت، وتطلع عند أهلها شهر نفاس وحلبه ومُرّه – بضم الميم - وشهر فيها ضيقه.. وشهر تتصنفر وتتزين». الرسالة فيها بعض التحامل، وحذفت منها أجزاء أعتقد انها مغرضة تماماً وليس علاقة بالموضوع الذي يشكل حالة ثقافية اجتماعية في المنطقة يطلق عليها اسم «لحد يدري» أي لا نود ان يعرف أحد، والغالب انها منتشرة بين النساء وفي كل شؤون حياتهن، وما يبدو لمن ناقش الموضوع من قبل هو ان القضية تتعلق بالخوف من العين والحسد. وعند مناقشة موضوع العين والحسد تقفز أسئلة مثل: اين الاذكار التي تحمي وتحصن، أو لماذا لا تصيب العين غير الخليجيات أو العربيات، وهي لا أحبها شخصياً لأنها تقود الى لا شيء، لكن الراصد للحراك الاجتماعي يجد أن هذه الأمور الصغيرة لها تأثير في مظاهر الحياة العامة إجمالاً، وعلاقات الناس بعضهم ببعض، وعلاقتهم بالأفراح والمنجزات، وثقافة الاحتفال أو الاحتفاء لديهم. الغالب أن الإخفاء يكون للأحداث السعيدة، والتركيز على إظهار الأحداث المؤسفة، هنا تبدو الإشكالية أكثر وضوحاً، ويبدو الخلط بين مفهوم «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» ومفهوم «المؤمن بشره في وجهه». [email protected]