بعد عام هيمنت عليه قضية التحرشات الجنسية التي كانت ضحيتها نساء (وبعض الرجال) على يد نجوم ومخرجين ومنتجين غربيين، سيجتمع أهل السينما والتلفزيون معاً في أولى جوائز عام 2018 اليوم، اذ من المنتظر أن توزع جوائز «غولدن غلوب» الرفيعة وبشقيها السينمائي والتلفزيوني هذا المساء بتوقيت ولاية كاليفورنيا، وسط حضور لافت لقصص نساء على عدد معتبر من المسلسلات المتنافسة، والتي تصدرت بطولة بعضها نجمات سينما مثل نيكول كيدمان، ريز ويذرسبون، ونجمة عقد السبعينات الأميركية جيسيكا لانغ. ومن المنتظر أن يواصل مسلسل قناة «أتش بي أو» الأميركية «أكاذيب بيضاء كبيرة» النجاحات الباهرة التي بدأها على صعيد الجوائز (فاز ب8 جوائز «إيمي» في دورتها الأخيرة)، ويحصل على جائزة أفضل مسلسل في فئة أفضل المسلسلات المحدودة الحلقات. كما يتوقع أن تفوز بطلته نيكول كيدمان بأفضل دور نسائي في فئة المسلسلات المحدودة الحلقات، إذ إنها لعبت دوراً مشهوداً كامرأة مثقفة ومن طبقة غنية كانت تخفي التعذيب الجسدي الذي تتلقاه من زوجها ووالد طفليها. وفي فئة التمثيل ذاتها تنافس النجمة ريز ويذرسبون التي لعبت دور صديقة الشخصية التي أدتها نيكول كيدمان في المسلسل. ويعود مسلسل «عداء: جون وبيتي» (من إنتاج قناة «شوتايم») الى العداء المعروف الذي شغل هوليوود لعقود بين الممثلتين الأيقونتين بيتي ديفيز وجون كورديف، والذي وصل الى ذروته عندما مثلا معاً البطولة في فيلم «ماذا حدث للطفلة جين». تمثل الممثلة السينمائية سوزان سارندر دور الممثلة بيتي ديفيز، فيما تلعب جيسيكا لانغ دور غريمتها جون كورديف. رشح المسلسل لجائزة أفضل مسلسل في فئة المسلسلات المحدودة الحلقات، فيما ستنافس لانغ وسارندر على جائزة التمثيل في فئة أفضل تمثيل نسائي في المسلسلات المحدودة الحلقات. قصص النساء تحضر في المسلسلات التي تنافس في فئة الكوميديا، فهناك مسلسلان في فئة أفضل مسلسل موسيقي أو كوميدي يقدمان المصاعب التي تواجهها نساء وهن يحاولن أن يشقن طريقهن بالحياة. ويقدم مسلسل «السيدة الرائعة. مايزل» (إنتاج شركة أمازون) شخصية كوميدية في الخمسينات من القرن العشرين كانت تحاول أن تعمل مؤدية كوميدية (ستاند أب) في مجتمع كان يهمين عليه الرجال وقتها. ومن الحاضر يبرز مسلسل «سميلف» (إنتاج قناة «شوتايم») عن أُمّ شابة بلا زوج تحاول أن توازن بين واجباتها. وعن دورها كممثلة مطلقة وأم لثلاث بنات تنافس الممثلة الأميركية باميلا أدلون في فئة أفضل ممثلة في مسلسلات كوميدية وموسيقية بمسلسلها «أشياء أفضل» (من إنتاج قناة «أف أكس»). يأخذ المسلسل مقاربة فنيّة متجددة، تركز كثيراً على حضور وموهبة الممثلة أدلون، وهو يرسم تفاصيل الحياة اليومية لسيدة تحاول أن تتجنب أخطاء الجيل الذي سبقها في تربية بناتها. وفي فئة التمثيل في المسلسلات الكوميدية، تنافس الممثلة ايسى راي عن دورها في مسلسل «غير واثقة» (إنتاج قناة «أتش بي أو») وهو مسلسل يغوص بكوميدية لا تخلو من الجدية بهواجس بطلته الأميركية السوداء. كما يصنف مسلسل «غلو» الذي انتجته شركة «نتفليكس» ضمن المسلسلات النسائية، وهو الذي يقدم نساء متنوعات يدخلن بسبب ظروفهن المختلفة في مشروع تلفزيوني يتضمن مباريات مصارعة للنساء. ومن المسلسل الأخير تنافس الممثلة أليسون بري على جائزة أفضل ممثلة في فئة المسلسلات الكوميدية والموسيقية. قائمة المسلسلات التي تتنافس على جوائز «غولدن غلوب» وتهيمن على قصصها النساء طويلة، فهناك مثلاً مسلسل «قصة خادمة» (إنتاج شركة تزويد الترفيه على الإنترنت الأمريكية «هولا»)، والذي ينافس في فئة الدراما للمسلسلات الطويلة، كما يمكن اعتبار مسلسل «العرش» (إنتاج شركة «نتفليكس»)، الذي يتناول حياة ملكة بريطانيا الحالية «اليزابيث الثانية» مسلسلاً نسائياً، لجهة تركيزه على وحدة بطلته، التي ضحت بالكثير لأجل المحافظة على صورة المَلِكة المثالية والمنزهة من الأخطاء. وربما ليس الأمر أكثر من مصادفة، لكن جوائز «غولدون غلوب» التي تحتفل هذا العام بعيدها الخامس والسبعين، قررت أن تمنح جائزة «سيسيل بي. ديميل» الرفيعة الى أيقونة التلفزيون الأميركي اوبرا وينفري، والتي تعد واحدة من أشهر الشخصيات التلفزيونية في الولاياتالمتحدة والعالم، بسيرة امتدت على بضعة عقود، وتوزعت بين التمثيل في السينما والتلفزيون، وتقديم برنامجها التلفزيوني المعروف.