يعقد مجلس الأمن اليوم (الجمعة) اجتماعاً طارئاً بطلب من الولاياتالمتحدة لمناقشة موجة التظاهرات التي انطلقت في إيران في 28 كانون الأول (ديسمبر). وقدمت واشنطن الخميس طلباً رسمياً لعقد هذا الاجتماع الطارئ، لكن روسيا وبعض أعضاء المجلس الآخرين لم يروا من الضروري أن تجري مناقشة الحركة الاحتجاجية في إيران في مجلس الأمن، بحسب ما أوضح ديبلوماسيون. وأعلنت بعثة كازاخستان التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للمجلس أنه تقرر عقد الاجتماع في الساعة الثالثة ظهر اليوم (2:00 ت غ). وانتقدت روسيا الضغوط التي تمارسها واشنطن للحض على مناقشة موضوع إيران في مجلس الأمن، ولم يتضح ما إذا كان أعضاء آخرون في المجلس سيدفعون في اتجاه تصويت إجرائي يحول دون عقد الاجتماع. وتوقع ديبلوماسيون أن تطلب روسيا تصويتاً إجرائياً في بدء الاجتماع للبت في مسألة إدراج الوضع في إيران على جدول أعمال المجلس. ويتطلب إدراج موضوع جديد على جدول أعمال المجلس موافقة تسعة على الأقل من أصل أعضاء المجلس ال15 على عقد الاجتماع، ولا يمكن للأعضاء الخمسة الدائمين استخدام حق النقض (فيتو) في هذا التصويت. وكانت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي طلبت الثلثاء الماضي عقد «اجتماعين طارئين لمجلس الامن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف لابحث في التطورات في إيران والحرية التي يطالب بها الشعب الإيراني». وقالت هايلي: «علينا ألا نبقى صامتين. إن الشعب الإيراني يطالب بحريته. على كل الشعوب المحبة للحرية مساندة قضيتهم». وقتل 21 شخصاً واعتقل المئات منذ بدء التظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتتحول إلى تظاهرات ضد الحكومة، شهدت هجمات على مبان حكومية ومراكز للشرطة. وطلبت الولاياتالمتحدة عقد اجتماع علني لمجلس الأمن حول إيران، يقدم فيه مسؤول أممي من قسم القضايا السياسية إحاطة حول أعمال العنف التي شهدها هذا البلد أخيراً. غير أن موسكو حذرت الخميس واشنطن من التدخل في الشؤون الإيرانية. وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة «تاس» الرسمية: «نحذر الولاياتالمتحدة من أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لايران». وتؤكد موسكو أن الحركات الاحتجاجية في إيران لا تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين ويجب بالتالي عدم طرحها في مجلس الأمن. وفرضت واشنطن الخميس عقوبات مالية من طرف واحد على خمس شركات إيرانية اتهمتها بالارتباط ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني. وقامت واشنطن خلال الأيام الأخيرة بحملة مكثفة لنيل تأييد أعضاء المجلس لعقد هذا الاجتماع، ولا سيما الأعضاء الجدد الستة غير الدائمين، بحسب ما أوضح ديبلوماسيون. وباشرت الكويت وهولندا وبولندا وغينيا الاستوائية وساحل العاج وبيرو عضويتها في المجلس في الأول من كانون الثاني (يناير). ويرى ديبلوماسيون أنه من غير المتوقع أن يصدر مجلس الأمن إعلاناً حول الاضطرابات في إيران، وهو ما يتطلب موافقة الأعضاء ال15. ووجه السفير الإيراني في الأممالمتحدة غلام علي خوشرو الأربعاء رسالة إلى المجلس يتهم فيها واشنطن بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية، وذلك بعدما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه للاحتجاجات ضد الحكومة. وجاء في الرسالة التي وجهت أيضاً إلى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «الرئيس ونائب الرئيس، بتغريداتهما السخيفة، حرضا الايرانيين على القيام باعمال مخلة بالنظام». وأضاف أن «الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة». وكان ترامب وعد في تغريدة الأربعاء الشعب الإيراني بتوفير الدعم له «عندما يحين الوقت» من دون توضيح ما يعنيه بذلك.