تستضيف العاصمة السعودية (الرياض) اليوم الاجتماع التشاوري السنوي ال13 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسيكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رأس مستقبلي قادة دول المجلس. ويتابع القادة خلال اللقاء مسيرة العمل المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية، سعياً لتحقيق المزيد من طموحات أبناء المجلس من التلاحم والتعاون والتقدم، ويستعرض القادة في لقائهم آخر المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتعقد القمة التشاورية في ظل ظروف بالغة الدقة، خصوصاً على صعيد قضايا الاستقرار والأمن الإقليمي لدول المجلس، وسيناقش قادة دول المجلس التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لها الذي يمثل انتهاكاً للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار، وكذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين غير المسؤولة التي تتعارض مع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل. إن التلاحم القوي القائم بين شعوب دول المجلس وقياداتها في مواجهة الدعوات المغرضة والتدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة وأمن دول المجلس، يجسّد الوحدة الحقيقية والترابط بين القيادة والشعب، كما يجسّد ما يكنه مواطنو دول المجلس من وفاء وحب واعتزاز لقادتهم، من أجل استمرار النهوض بهذا الصرح الخليجي. والمتتبع لمواقف دول المجلس يرى أنها لم تقف في احتواء أزماتها عند مملكة البحرين فقط، بل حرصت على وقف نزيف الدم في اليمن والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، فكانت المبادرة الخليجية هي الحل الأمثل والأنجع لتسوية الأزمة اليمنية، وما زالت الاتصالات مستمرة مع كل الأطراف اليمنية لتحقيق التوافق حول الإجراءات الخاصة بالتوقيع على الاتفاق، الذي تم التوصّل إليه بموافقة ممثلي الحكومة اليمنية وممثلي أحزاب اللقاء المشترك، إضافة إلى تجديد موقف دول المجلس تجاه قضية الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، ودعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ودعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى الاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وتتفاعل ملفات لقضايا إقليمية في منطقة الخليج العربي وما حولها بصورة متسارعة ومتغيّرة، ما يتطلب إجراء مشاورات مكثفة بشأنها في القمة التشاورية للوصول إلى رؤية مشتركة للتعامل معها بما تقتضيه مصالح دول المجلس وأمنها الإقليمي.